شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
shape
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الثاني
73297 مشاهدة print word pdf
line-top
7- أول من يدخل الجنة

[وأول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم، وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته] .


(الشرح)* قوله: (وأول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته):
في هذا فضيلة وميزة لنبينا صلى الله عليه وسلم ، وهو أنه أول من يستفتح باب الجنة، فقد ورد في حديث أن خازن الجنة يقول: أمرت ألا أفتح لأحد قبلك عندما يستفتح الباب فيقول: من أنت؟ فيقول: محمد .
وقد ذكر الله أن أهل الجنة يُسَاقون إليها زمرًا، ثم قال: حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا [الزمر: 73] وهذا يدل على أنهم إذا وصلوا إليها فتحت أبوابها.
ثم ذكر أيضًا أن من فضيلته كون أمته تابعة له، وأنها أول من يدخل الجنة من الأمم حيث إن نبيها أول الأنبياء دخولا، ودليل ذلك الحديث الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم: نحن الآخرون السابقون يوم القيامة يعني نحن متأخرون في الوجود، فإن هذه الأمة هي آخر الأم وجودًا ونبيها هو خاتم الأنبياء، ولكنهم هم السابقون يوم القيامة، فمن فضلهم أنهم يسبقون يوم القيامة إلى الجنة وإلى الثواب.
فقد تقدم لنا أنهم إذا عبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم، حتى إذا هُذبوا ونُقوا أذن لهم في دخول الجنة، فإذا أذن لهم كان محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي يطرق الأبواب، فأول من يطرق الأبواب هو، ثم بعد ذلك تفتح أبواب الجنة على مصاريعها، فتدخل أمته، ويدخل بعدها سائر الأمم الذين من أهل الجنة.

line-bottom