شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
shape
شرح أصول السنة لإمام أهل السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى 164-241 هـ
63889 مشاهدة print word pdf
line-top
تعريف السنة

5-والسُّنّةُ عندنا آثارُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-.
6- والسُّنّةُ تفسيرُ القرآن وهي دلائل القرآن.
7- وليس في السُّنَّةِ قياسٌ.


السُّنّة يعني: سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي الآثار المأثورة عنه وهي تفسر القرآن، وذلك لأن الله أمره بالبيان بقوله -عز وجل- لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ .
والسُّنّة المأمور باتِّباعها هي أقوال النبي -صلى الله عليه وسلم- وأفعاله وتقريراته التي نُقلت عنه، فهي شرح لمعاني القرآن وإيضاح له، يُقتصر عليها ولا يلحق بها غيرها مما لا يساويها، وهو معنى كونه لا يقاس عليها، ولكن إذا اتضح الحكم عُمِّم في كل ما يدخل فيه.
فالمراد بالقياس هنا، أن لا نلحق بالسُّنَّة شيئًا ليس منها ونجعله من السُّنّة ونقول: إنه منصوص عليه. ولكن قد يدخل في ذلك القياس الذي يُراد به إلحاق المسائل بما يشابهها عند عدم النص فيها.
وإذا اقتصر الإنسان على السُّنّة في العقيدة واكتفى بها ففيها الكفاية، ومَن زاد عليها أو أضاف إليها شيئًا فهو مبتدع، وتقدم قوله: كل مبتدع بدعة فهي ضلالة، يعني أن المبتدع ضال يعني تائه مخطئ، والسني المتمسك بالسُّنّة هو المصيب وهو الذي على هدى ونور من الله.

line-bottom