شرح أصول السنة لإمام أهل السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى 164-241 هـ
المسيح الدجال ونزول عيسى عليه السلام
23- والإيمانُ أن المسيح الدجال اسم> خارجٌ، مكتوب بين عينيه كافر والأحاديث التي جاءت فيه، والإيمان بأن ذلك كائن.
24- وأن عيسى ابن مريم اسم> -عليه السلام- ينزل فيقتله بباب لُدٍّ اسم> .
هذا من الإيمان بالغيب، أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثل هذه الأمور المستقبلة الغيبية، فلا بد أن نؤمن بها ونصدق بها؛ وذلك لثبوتها بالسُّنّة من طرق متواترة في أحاديث صحيحة.
ووصف الدجال اسم> بأوصاف تميز أنه إنسان، وأنه أعور العين اليمنى، وأنه فتنة يفتتن بها خلق كثير، ويثبت الله مَن كان على الحق فلا يفتتنون به، ويعلمون أنه كذاب، ولذلك سُمِّي دجالا يعني: كثير الكذب وعظيم الدجل
![والأحاديث في ذكر الدجال وأنه من أشراط الساعة كثيرة وثابتة. وقد سردها ابن كثير في الجزء الأول من النهاية. وقد أمر المسلم بالتعوذ منه في كل صلاة بعد التشهد وقبل السلام؛ لأنه فتنة عظيمة. نسأل الله أن يعيذنا من شر فتنة المسيح الدجال. </font><br> قال الشيخ ابن جبرين: وهو الكذاب الأشِر الذي يدّعي أنه الرب، فيجري الله على يديه أمورًا من الخوارق فتنةً وابتلاءً وقد تواترت الأحاديث في شأنه بما يوجب القطع بما تضمنه مجموعها... إلخ. اهـ من كتاب التعليقات على متن لمعة الاعتقاد ص 139، 140.](/site/books.png)
والأحاديث التي في نزول عيسى اسم> رأس> متواترة أيضًا
![قال الشيخ ابن جبرين: وأما نزول عيسى ابن مريم -عليه السلام-، فقد ذكر في أحاديث كثيرة توجب القطع استوفاها ابن كثير في التفسير في آخر سورة النساء، على قوله -تعالى-: </رسم> وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ </رسم> [ النساء: 159 ]. وفُسِّرَت الآية بأن أهل الكتاب سوف يصدقون به عند نزوله في آخر الزمان قبل موته، وهذا هو الأشهر. </font><br> وقد تضمنت الأحاديث نزول عيسى -عليه السلام- على المنارة البيضاء بمسجد دمشق، وأنه يقتل المسيح الدجال بباب لُدٍّ. ووصف بأنه حَكمٌ مُقسطٌ، يقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويضع الجزية، ويفيض المال، وتخرج الأرض بركتها، ويمكث في الأرض سبع سنين، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون، وقد ذكر الله أنه رفعه في قوله -تعالى-: </رسم> وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا </font><br> بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ </رسم> [ النساء: 158 ]. فيكون نزوله من السماء. اهـ من كتاب التعليقات على متن لمعة الاعتقاد، صفحة 140.](/site/books.png)
مسألة>