إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
شرح رسالة أبو زيد القيرواني
60104 مشاهدة print word pdf
line-top
فصل: عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة

بعد ذلك يقول: وأن خير القرون القرن الذين رأوا رسول الله-صلى الله عليه وسلم-. هاهنا ذكر ما يتعلق بالصحابة، لماذا؟ لما أن الرافضة نشئوا في آخر القرن الأول، أو وسطه وغَلَوْا في علي -رضي الله عنه- كانوا يسمعون بعض أمراء بني أمية كالحجاج يلعنون عليا على المنابر فيحزنهم ذلك؛ لأنهم كانوا يحبونه؛ لأنه علَّم كثيرًا منهم، فيسمعون لعنه وشتمه.
فقالوا: لا بد أن نذكر فضائله ولو كذبًا! فصاروا يذكرون فضائل له مكذوبة ليست ثابتة؛ فعند ذلك يسمعهم تلاميذهم يقولون: إذا كانت هذه فضائله؛ يعني فيها مبالغة، فكيف مع ذلك قُدِّمَ عليه أبو بكر وعمر وعثمان في الخلافة؟ فقالوا: لا بد أن نكذب ونقول: إنهم مغتصبون! وأن الصحابة الباقين خائنون؛ حيث إنهم كتموا وصية النبي-صلى الله عليه وسلم-؛ وإلا فإن عليا هو الوصي، وهو الإمام، فَعَلَى هذا لا بد أننا نكذب ونَسُبُّ أبا بكر وعمر وعثمان والصحابة جميعا؛ لأنهم ظلموا عليا ولأنهم أخذوا حقه، ولأنهم استولوا عليه دون أن يكون لهم حقٌّ في الخلافة!! ظلموه.
فعند ذلك أخذوا يكذبون أحاديث شنيعة يذكرونها في مسبة أبي بكر وعمر ويحملون على ذلك كثيرًا من الآيات.
فمن ذلك قولهم: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ أبو بكر وعمر ؛ يدا أبي لهب أبو بكر وعمر ومن ذلك قولهم: يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ الجبت والطاغوت: أبو بكر وعمر وهكذا لعنهم الله، ثم إنهم يَلْعَنُون أبا بكر وعمر وعثمان وبقية الصحابة لَعْنًا شنيعًا ويسبونهم.
فلما كان كذلك كان أهل السنة لا بد أنهم يذكرون فضائل أبي بكر وعمر ويذكرون فضائل الصحابة ردًّا عليهم؛ لما أنهم نشئوا وجاءوا بهذه المقالات الشنيعة.

line-bottom