شرح رسالة أبو زيد القيرواني
الخلفاء الراشدون أفضل الصحابة
أفضل الصحابة رضي الله عنهم الخلفاء الراشدون؛ لأنه ورد ما يدل على فضلهم، في حديث عن ابن عمر اسم> أنه قال: كنا نقول ورسول الله-صلى الله عليه وسلم- حَيٌّ: أبو بكر اسم> ثم عمر اسم> ثم عثمان اسم> فيبلغ ذلك النَّبِيَّ-صلى الله عليه وسلم- فلا يُنْكِرُهُ. ثم الدليل على فضلهم اختيارُهُمْ لأبي بكر اسم> خليفة، دليل على أفضليته، وذلك لقدم صحبته، فهو من أقادم الصحابة، مِنْ أول مَنْ أسلم؛ أول من أسلم من الرجال، ولذلك يقول أبو الخطاب اسم>
قـالوا: فَمَـنْ بعد النبـي خليفـة | قلـت: الْمُوَحِّـدُ قبل كـل مُوَحِّـدِ |
ثانِيـهِ في يـوم العريش, ومَنْ له | فـي الغـار أسعد يا له من مُسْعدِ |
ثم بعده عمر اسم> -رضي الله عنه-؛ وذلك لأن أبا بكر اسم> اختاره لما رآه أهلًا، فهو الخليفة الثاني الذي في خلافته -رضي الله عنه- توسعت الخلافة، وتوسعت البلاد الإسلامية. ثم بعده عثمان اسم> -رضي الله عنه- اختاروه، وكان أهلًا للخلافة؛ ولكن ثار عليه بعض الثُّوَّار من أهل العراق اسم> ونحوهم، وقتلوه، وليس فيهم أحد من الصحابة... الذين قتلوه.
ولما قُتِلَ لم يكن أَوْلَى بالخلافة من علي اسم> -رضي الله عنه- فاستخلف؛ ولكن اختلف عليه الناس، حيث امتنع من خلافته أهل الشام اسم> وبايعوا معاوية اسم> ؛ يقولون: لا نبايعك إلا إذا سلمتَ لنا قتلة عثمان اسم> فإنهم موجودون في جيشك. فلم يستطع أن يُسَلِّمَهُمْ؛ لكثرتهم، ولكثرة أقوامهم، وقال: إذا بايعتموني واجتمعتِ الكلمةُ فإن في إمكانكم أن تأخذوهم واحدًا واحدًا. هكذا قال؛ ولأجل ذلك حصلت الخلافات بينهم.
مسألة>