شرح رسالة أبو زيد القيرواني
الحفظة وكتابة الحسنات والسيئات
يقول: وأن على العباد حفظةً يكتبون أعمالهم، ولا يسقط شيء من ذلك عن علم ربهم. قال تعالى: رسم> وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ قرآن> رسم> ؛ أي وَكَّلَ الله تعالى بكل إنسان مَلَكَيْنِ؛ ملكٌ يكتب الخير، ومَلَكٌ يكتب الشر، مَلَكٌ يكتب الحسنات، وهو الذي على اليمين، ومَلَكٌ يكتب السيئات، وهو الذي على الشمال، رقيب عتيد، قال الله تعالى: رسم> وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ قرآن> رسم> ؛ يعني الْمَلَكان، يعني اللذان يتلقيان أعماله رسم> عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ قرآن> رسم> كل منهما قاعد رسم> مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ قرآن> رسم> ؛ يعني ما يتكلم من كلمة أو يفعل من حركة رسم> إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ قرآن> رسم> الرقيب والعتيد هما الملكان.
فعلى كل إنسان حفظةٌ يحفظون عمله دقيقه وجليله؛ مع أن أعماله مكتوبة قبل ذلك، وكذلك معرفة حالته وسعادته وشقاوته لا يَعْزُبُ عن ربنا مثقال ذرة، لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض.
مسألة>