شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الأول
54931 مشاهدة print word pdf
line-top
اختار الله رسله واصطفاهم على من سواهم

[ثم رسله صادقون مصدقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون]


الشرح
* قوله: (ثم رسله صادقون مصدقون).
أي: أنه -سبحانه- هو أعلم برسله الذين أرسلهم إلى خلقه لتبليغ رسالته، ووظيفتهم هي تبليغ رسالته إلى خلقه، وقد اختارهم واصطفاهم على من سواهم من خلقه لاتصافهم بالصدق، وهم مصدقون، أي: يجب على أممهم تصديقهم وقبول أخبارهم والتصديق بها، ومن لم يصدقهم فهو كافر بالله العظيم، وكذلك فإن الله صدَّق الرسل وأيدهم، قال تعالى: لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ [النساء: 166]. وقال تعالى: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ [الحاقة: 44- 46].
وفي نسخة من الكتاب: (صادقون مصدوقون) فيكون المعنى: أنهم مصدوقون من قبل الله تعالى ومن قبل الوحي - جبريل عليه السلام- فكل ما أوحي إليهم فهو حق وصدق.
والحاصل: أنه يجب التصديق برسل الله وما جاءوا به من الشريعة ومن الأخبار على وجه العموم، ولا يجوز قبول بعض أخبارهم دون بعض، فإن من فعل ذلك فإنه لم يؤمن بالله ورسله حق الإيمان، بل يكون ممن آمن ببعض وكفر ببعض؛ لأنه قبل بعض الشريعة دون بعض، وقد كفر الله تعالى من فعل ذلك، فقال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ إلى قوله: أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا [النساء: 150، 151]. الآية.
فالذي يقبل بعض الشريعة دون بعض فهذا من الكافرين حقا، كمن يقبل أحكام الشريعة فيما يتعلق بالعبادات، ولا يقبل ما يتعلق بالأموال مثلا فكذلك المبتدعة يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، فإنهم يقبلون ما يتعلق بالأحكام والأوامر والنواهي، ويردون ما يتعلق بالأسماء والصفات، فلا بد من قبول ما جاءت به الرسل؛ لأنهم الصادقون المصدَّقون.
* قوله: (بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون).
فإن هناك كثيرا من المبتدعة يتخرصون في صفات الله، ويقولون على الله بلا علم فهؤلاء في مرتبة المشركين؛ لأن الله تعالى قرنهم بأهل الشرك، ورتب ذلك، فقال تعالى: وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [الأعراف: 33]. وينطبق هذا على نفاة الصفات الذين يقولون: لا يجوز أن يوصف الله بأنه يعلم، ولا بأنه يقدر، ولا بأنه يرحم، ولا بأنه ينزل في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا، ولا بأنه مستو على العرش، ولا بأنه قريب من عباده، وغير ذلك من الصفات الذاتية والصفات الفعلية.
فهؤلاء هم الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، بخلاف الرسل الصادقين المصدوقين، الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله، فإنهم قد بلغوا ما أنزل إليهم من ربهم، وبينوه أبلغ بيان، وأوضحوا ذلك للثقلين.

line-bottom