التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الأول
16- إثبات صفات العفو والمغفرة والرحمة لله تعالى
[وقوله: رسم> إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا قرآن> رسم> [النساء: 149]. آية> رسم> وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قرآن> رسم> [النور: 22]. آية>
هذه الآيات فيها إثبات عدد من الصفات، مثل صفة العفو والغفران والرحمة رأس> وقد وردت بلفظ الفعل، ووردت بلفظ الاسم، وصفة الاسم.
* الآية الأولى: وهي قوله: رسم> إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا قرآن> رسم> .
فالعفو اسم من أسماء الله، وهو من أحب أسمائه إليه، ويحب أن يدعى به، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو به بقوله: رسم> اللهم إنك عفو، تحب العفو فاعف عني متن_ح> رسم> .
والعفو: هو الصفح والتجاوز عن الأخطاء، والعفو من الله هو أن يصفح عن عباده ويمحو عنهم أخطاءهم وزلاتهم ويعافيهم، ومنه قول بعضهم:
رب اعـف عنه وعافه | فلأنت أولى من عفا |
بمعنى تجاوز واصفح، وهذا من صفات الله الفعلية يفعلها متى يشاء، وليس عفوه كعفو المخلوق الناقص، فإن عفو المخلوق مثلا قد يكون بإزالة ما في قلبه من الحقد، فيقول مثلا: عفوت عن خطئك، وإساءتك تجاهي، وذهب ما في قلبي عليك من البغض، وأما عفو الله، فهو كما يشاء الله، وكما يليق به، ليس فيه مجاوزة لحد أو تشبه بمخلوق.
* الآية الثانية: قوله تعالى: رسم> وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قرآن> رسم> نزلت في أبي بكر اسم> لما قطع النفقة عن مسطح بن أثاثة اسم> وكان ممن دخل في قول أهل الإفك الذين رموا عائشة اسم> بالإفك، وكان أبو بكر اسم> ينفق عليه لكونه قريبا له، فلما قال هذه المقالة، ورمى عائشة اسم> بما رماها به، أراد أبو بكر اسم> أن يقطع النفقة عنه، فعاتبه الله تعالى: رسم> وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ قرآن> رسم> ثم قال: رسم> وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا قرآن> رسم> يعني: ليعفوا عما صدر من أولئك ويصفحوا عما كان منهم، فكما أنهم يحبون أن يعفو الله عنهم فليعفوا عمن أساء إليهم رسم> وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قرآن> رسم> .
فأمر عبده أن يعفو ويصفح، فوصف نفسه بأنه غفور رحيم، وصفتا المغفرة والرحمة من الصفات الفعلية، فالله يغفر ويرحم ويعفو كما يشاء ولمن يشاء.
مسألة>