إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
shape
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الأول
59653 مشاهدة print word pdf
line-top
4- إثبات صفة الرزق والقوة والمتانة

[وقوله: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [ الذاريات: 58].


الشرح
* قوله: (وقوله: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ).
هذه الآية تتضمن إثبات ثلاث صفات من صفات الله سبحانه، ألا وهي: صفة الرزق المتتابع، وصفة القوة، وصفة المتانة، فيجب علينا الإيمان بهذه الصفات وإثباتها لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته.
فنثبت أن الله هو الرزاق وحده لا غير: فإنه -سبحانه- هو الذي ابتدأ بالنعم قبل استحقاقها، أو مع عدم استحقاقنا لها؛ وهذا لأنه -سبحانه- أكرم الأكرمين وأجود الأجودين وأرحم الراحمين، فيجب علينا شكره على ذلك بالقلب واللسان والجوارح.
وكذا صفة القوة: فإنه سبحانه هو المتصف بصفة القوة الكاملة الشاملة المطلقة، التي لا يماثله ولا يشابهه فيها أحد من خلقه سبحانه، بل هو الذي وهب خلقه القوة، فهو سبحانه ذو القوة، أي: صاحب القوة الشديدة.
وكذا صفة المتانة: وهي الشدة، يجب إثباتها لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته.

line-bottom