إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الأول
59682 مشاهدة print word pdf
line-top
سبح الله نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل

[ولهذا قال: سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات: 180- 182]. فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل، وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب] .


الشرح
استدل -رحمه الله- على كلامه السابق بهذه الآيات.
* قوله: (ولهذا قال: سُبْحَانَ رَبِّكَ ).
فإن الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية وهي قوله سبحانه: سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ قد نزه نفسه عما يصفه به الذين ينفون الصفات عن الله تعالى الذين يقولون بأن الله لا يوصف بأن له يدا، ولا يوصف بأنه يسمع ويرى، ولا يوصف بأنه ينزل كما يشاء، ولا يوصف بأنه مستو على عرشه، ولا بكذا وكذا، هؤلاء الذين يقولون ذلك، هم الذين نزه الله تعالى نفسه عنهم وعن مقالاتهم وبدعهم، فقال: سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ .
ثم قال تعالى: وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ سلم على المرسلين لسلامة ما قالوا من النقص والعيب، فإن ما جاء به المرسلون هو الحق الذي لا مرية فيه، فمن أجل ذلك سلم عليهم، لسلامة ما جاءوا به من الشريعة أن يكون فيه كذب أو نقص أو خلل أو عيب؛ لأنهم -كما تقدم- صادقون مصدقون، فيجب قبول ما جاءوا به والإذعان له.
ثم قال تعالى: وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فأثنى على نفسه سبحانه وهو أهل للثناء؛ لأنه هو رب العالمين الذي رباهم بنعمه، وأسبغ عليهم نعمه الظاهرة والباطنة وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا [إبراهيم:34]. لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ [ إبراهيم:7].

line-bottom