التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الأول
19- نفي الشريك عن الله تعالى
[وقوله: رسم> وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا قرآن> رسم> [الإسراء: 111]. آية> رسم> يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ قرآن> رسم> [التغابن: ا]. آية> وقوله: رسم> تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا قرآن> رسم> [الفرقان: 1، 2]. آية> وقوله: رسم> مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ قرآن> رسم> [المؤمنون: 91، 92]. آية> رسم> فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ قرآن> رسم> [النحل: 74]. آية> رسم> قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ قرآن> رسم> [الأعراف: 33]. آية>
ساق المؤلف -رحمه الله- هذه الآيات في نفي الشريك عن الله تعالى رأس>
* الآية الأولى: وهي قوله تعالى: رسم> وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا قرآن> رسم> وتسمى آية العز، وفيها تنزيه الله تعالى عن صفات النقص: لم يتخذ ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، هذه صفات نقص، فإن اتخاذ الولد صفة نقص؛ لأن الولد يشبه أباه، والله تعالى ليس له شبيه.
واتخاذ الشريك مع الله أيضا لا يجوز؛ وذلك لأن الله ليس له شريك في أي نوع من الشركة، يعني: ما شاركه أحد في خلق المخلوقات، في خلق السماوات أو الخلق أو العباد ولا شاركه في رزقهم وإنعامه عليهم، ولا شاركه مخلوق في حفظهم ومراقبتهم إلا بإذنه، ولا شاركه أحد في التصرف فيهم كما يشاء، وإذا كان كذلك، فلا يجوز أن يشاركه أحد في العبادة، أو في استحقاق العبادة.
وهكذا ليس له ولي من الذل فهو -سبحانه- العزيز ذو القوة المتين وذو العزة المتعالي عن الذل وعن الحاجة إلى ولي ومعين، ثم أمره بالتكبير أي: عظمه تعظيما كبيرا وداوم على تكبيره وإجلاله، وذلك مما يعظم به قدر الرب تعالى في قلوب الذاكرين والمكبرين ويحملهم على دوام الطاعة والتعظيم وامتلاء قلوبهم بالهيبة والإجلال واستحضار عظمة الله تعالى في جميع الأحوال.
*وأما الآية الثانية: وهي أول سورة التغابن فقد أخبر تعالى بأن كل ما في السماوات وما في الأرض من المخلوقات تسبحه وتعظمه بما في ذلك الناطق والبهيم والحيوان والجماد كما في قوله تعالى: رسم> تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ قرآن> رسم> [الإسراء: 44]. آية>
وأصل التسبيح: التنزيه والتقديس والإجلال مما يدل على أن جميع المخلوقات مقرة بربوبية الله تعالى وعظمته واستحقاقه للعبادة، ثم أخبر بأن
الملك له وحده وهو الملك الحقيقي الذي لا يزول ولا يحول، وبه يتصرف في الكون كما يشاء لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، فهو مالك الملك وملك الناس والذي تخضع له الملوك وتذل له الجبابرة، فيتصرف فيهم تصرف المالك في عبيده كما يشاء، كما أن له الحمد، فهو المحمود على كل حال فيحمد على إنعامه وإفضاله كما يحمد على ابتلائه وامتحانه، ويستحق الحمد على أسمائه وصفاته وأفعاله فله الحمد كله وإليه يرجع الأمر كله، وهو على كل شيء قدير، فأثبت في هذه الآية الملك والحمد وكمال القدرة، وأثبت تسبيح المخلوقات بحمده.
*أما الآية الثالثة: وهي فاتحة سورة الفرقان فقد ابتدأها بالبركة، وهي كثرة خيره وعطائه لعباده، فكل ما في الكون فهو من فضله وهو الذي يضع البركة في ما يشاء من المخلوقات، وقد وصف نفسه بأنه الذي نزل الفرقان على عبده ورسوله محمد اسم> -صلى الله عليه وسلم- وهو القرآن الكريم الذي أنزله على قلب محمد اسم> -عليه الصلاة والسلام- والتنزيل من الله تعالى دليل إثبات صفة العلو والفوقية لله تعالى على خلقه كما يشاء.
وبقية الآيات في نفي الشريك والند والقول على الله بلا علم، ومعانيها ظاهرة فيرجع إلى تفسيرها في كتب التفاسير.
مسألة>