شرح أصول السنة لإمام أهل السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى 164-241 هـ
القرآن كلام الله وليس بمخلوق
15- والقرآن كلام الله وليس بمخلوق رأس> ولا يضعف أن يقول: ليس بمخلوق، قال: فإن كلام الله ليس ببائن منه، وليس منه شيء مخلوق، وإياك ومناظرة من أحدث فيه ومن قال باللفظ وغيره، ومن وقف فيه فقال: لا أدري، مخلوق أو ليس بمخلوق، وإنما هو كلام الله، فهذا صاحب بدعة مثل من قال: هو مخلوق. وإنما هو كلام الله ليس بمخلوق .
من المسائل التي تكلم فيها الأولون والآخرون أيضًا القرآن، فأهل السُّنّة على أنه كلام الله
![من الأدلة على أن القرآن كلام الله قوله -تعالى-: </رسم> وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ </رسم> [التوبة: 6]. قال ابن كثير (2/ 337): حتى يسمع كلام الله أي: القرآن تقرؤه عليه. والأدلة في ذلك كثيرة لا يتسع المقام إلى ذكرها .](/site/books.png)
وأنكر ذلك المعتزلة والإباضية الذين في عُمان اسم> وغيرهم، وقالوا: إنه مخلوق، وجعلوه كسائر المخلوقات.
ورد عليهم أهل السُّنّة، وبَيَّنُوا أن الله -تعالى- متكلم ويتكلم إذا شاء، وأن كلامه قديم النوع متجدد الآحاد، وأن من جملة كلامه هذا القرآن، وردوا على مَن قال: إنه مخلوق، وكذلك على مَن توقفوا وقالوا: لا ندري أمخلوقٌ أو غير مخلوق، بل أمروا بالجزم أنه عين كلام الله، وقالوا: إنه منه بدأ وإليه يعود، فلا يجوز أن يجعل شيء منه مخلوقًا لا لفظه ولا معناه، بل كله كلام الله تكلم به حقيقة، ويثبتون صفة الكلام أن الله -تعالى- متكلم كما يشاء، ويتوقفون عن كيفية كلامه، أو التدخل في الأشياء الغيبية التي لا تبلغها الأفهام، ويقولون: نَكِلُ علم ذلك إلى الله -تعالى-.
مسألة>