شرح سنن الترمذي
باب ما جاء في الرجل يسلم وعنده عشر نسوة
باب: ما جاء في الرجل يسلم وعنده عشر نسوة .
حدثنا هناد اسم> حدثنا عبدة اسم> عن سعيد بن أبي عروبة اسم> عن معمر اسم> عن الزهري اسم> عن سالم بن عبد الله اسم> عن ابن عمر اسم> أن غيلان بن سلمة الثقفي اسم> أسلم وله عشر نسوة في الجاهلية فأسلمن معه رسم> فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتخير أربعًا منهن متن_ح> رسم> .
قال أبو عيسى اسم> هكذا رواه معمر اسم> عن الزهري اسم> عن سالم اسم> عن أبيه.
قال: وسمعت محمد بن إسماعيل اسم> يقول: هذا حديث غير محفوظ. والصحيح ما روى شعيب بن أبي حمزة اسم> وغيره عن الزهري اسم> وحمزة اسم> قال: حُدثت عن محمد بن سويد الثقفي اسم> أن غيلان بن سلمة اسم> أسلم وعنده عشر نسوة.
قال محمد اسم> وإنما حديث الزهري اسم> عن سالم اسم> عن أبيه أن رجلًا من ثقيف اسم> طلق نساءه فقال له: عمر اسم> لتراجعن نساءك أو لأرجمن قبرك كما رجم قبر أبي رغال اسم> .
قال أبو عيسى اسم> والعمل على حديث غيلان بن سلمة اسم> عند أصحابنا منهم الشافعي اسم> وأحمد اسم> وإسحاق اسم> .
غيلان اسم> هذا ثبتت قصته، الإسناد الأول صحيح الزهري اسم> عن سالم اسم> عن أبيه إسناده صحيح، ولكن خطأ بعضهم الذي رواه عن الزهري اسم> فجعل الخطأ منه وأن القصة فيها إرسال، ولكن مع ذلك فالقصة مشهورة.
وكانوا في الجاهلية يتزوجون عددًا بلا حصر، ربما يتزوج أحدهم الخمس والست والسبع والعشر كما في هذا الحديث عشر نسوة كلهن في ذمة رجل. وقد حرم الله تعالى الزيادة على الأربع قال تعالى: رسم> فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ قرآن> رسم> أي ثنتين أو ثلاث أو أربع، رسم> فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ قرآن> رسم> .
كذلك قول الله تعالى في سورة الأحزاب: رسم> وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ قرآن> رسم> يعني قد أخبرنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم، وهو ألا يتجاوزوا الأربع أن يقتصروا على أربع نساء، ولما أسلم غيلان اسم> هذا وعنده هؤلاء العشر أسلمن معه، ولما أسلمن معه كلهن يردن البقاء وعليهن أيضًا بنون.
لما علم النبي -صلى الله عليه وسلم- أمره بأن يختار أربع ويفارق سائرهن. ذكروا أنه لما أراد أن يفارقهن، كل منهن أخذت تناشده ألا يفارقها فتقول: أنشدك طول الصحبة، أنشدك الأولاد، أنشدك الخدمة، أنشدك المروءة والمعرفة، أنشدك القرابة، ولكنه لم يجد بدًا من أن يختار أربعًا ويفارق سائرهن، وبقي عنده الأربع.
سمعنا أنه لما كان في عهد عمر اسم> - رضي الله عنه- طلقهن طلق الأربع وقسم أمواله بين أولاده، ولما قسمها بين أولاده علم بذلك عمر اسم> - رضي الله عنه- وعرف أنها حيلة أراد بذلك أن يحرم نساءه من الميراث فاستدعاه، وقال له: لتراجعن، قال له قبل ذلك: إني أظن شيطانك أوحى إليك أن أجلك قريب، يعني أنك سوف تموت قريبًا- لتراجعن نساءك ولترجعن مالك أو لأورثهن منك، ولآمرن بقبرك أن يرجم كما رجم قبر أبي رغال اسم> فالتزم بذلك ورد أمواله واسترجع نساءه.
مشهور قبر أبي رغال اسم> أنه هو الذي دل الحبشة على الكعبة اسم> لما جاءوا ليهدموها، وأنه هو الذي أتى بهم ودلهم على الطريق، ولما- أنه- نزلت عليهم الحجارة من سجيل وماتوا ذهب أبو رغال اسم> ثم في أثناء الطريق نزل عليه حجر فمات ودفن فرجمت العرب قبره، صاروا يرجمونه.
ذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما مر به قال: رسم> هذا قبر أبي رغال اسم> دفن هنا ودفن معه سبيكة من ذهب متن_ح> رسم> ولما قال ذلك نزل الصحابة وحفروا القبر وأخرجوا السبيكة من الذهب.
مسألة>