إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
شرح سنن الترمذي
50178 مشاهدة
باب ما جاء في الرجل يسلم وعنده عشر نسوة

باب: ما جاء في الرجل يسلم وعنده عشر نسوة .
حدثنا هناد حدثنا عبدة عن سعيد بن أبي عروبة عن معمر عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وله عشر نسوة في الجاهلية فأسلمن معه فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتخير أربعًا منهن .
قال أبو عيسى هكذا رواه معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه.
قال: وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: هذا حديث غير محفوظ. والصحيح ما روى شعيب بن أبي حمزة وغيره عن الزهري وحمزة قال: حُدثت عن محمد بن سويد الثقفي أن غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشر نسوة.
قال محمد وإنما حديث الزهري عن سالم عن أبيه أن رجلًا من ثقيف طلق نساءه فقال له: عمر لتراجعن نساءك أو لأرجمن قبرك كما رجم قبر أبي رغال .
قال أبو عيسى والعمل على حديث غيلان بن سلمة عند أصحابنا منهم الشافعي وأحمد وإسحاق .


غيلان هذا ثبتت قصته، الإسناد الأول صحيح الزهري عن سالم عن أبيه إسناده صحيح، ولكن خطأ بعضهم الذي رواه عن الزهري فجعل الخطأ منه وأن القصة فيها إرسال، ولكن مع ذلك فالقصة مشهورة.
وكانوا في الجاهلية يتزوجون عددًا بلا حصر، ربما يتزوج أحدهم الخمس والست والسبع والعشر كما في هذا الحديث عشر نسوة كلهن في ذمة رجل. وقد حرم الله تعالى الزيادة على الأربع قال تعالى: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ أي ثنتين أو ثلاث أو أربع، فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ .
كذلك قول الله تعالى في سورة الأحزاب: وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ يعني قد أخبرنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم، وهو ألا يتجاوزوا الأربع أن يقتصروا على أربع نساء، ولما أسلم غيلان هذا وعنده هؤلاء العشر أسلمن معه، ولما أسلمن معه كلهن يردن البقاء وعليهن أيضًا بنون.
لما علم النبي -صلى الله عليه وسلم- أمره بأن يختار أربع ويفارق سائرهن. ذكروا أنه لما أراد أن يفارقهن، كل منهن أخذت تناشده ألا يفارقها فتقول: أنشدك طول الصحبة، أنشدك الأولاد، أنشدك الخدمة، أنشدك المروءة والمعرفة، أنشدك القرابة، ولكنه لم يجد بدًا من أن يختار أربعًا ويفارق سائرهن، وبقي عنده الأربع.
سمعنا أنه لما كان في عهد عمر - رضي الله عنه- طلقهن طلق الأربع وقسم أمواله بين أولاده، ولما قسمها بين أولاده علم بذلك عمر - رضي الله عنه- وعرف أنها حيلة أراد بذلك أن يحرم نساءه من الميراث فاستدعاه، وقال له: لتراجعن، قال له قبل ذلك: إني أظن شيطانك أوحى إليك أن أجلك قريب، يعني أنك سوف تموت قريبًا- لتراجعن نساءك ولترجعن مالك أو لأورثهن منك، ولآمرن بقبرك أن يرجم كما رجم قبر أبي رغال فالتزم بذلك ورد أمواله واسترجع نساءه.
مشهور قبر أبي رغال أنه هو الذي دل الحبشة على الكعبة لما جاءوا ليهدموها، وأنه هو الذي أتى بهم ودلهم على الطريق، ولما- أنه- نزلت عليهم الحجارة من سجيل وماتوا ذهب أبو رغال ثم في أثناء الطريق نزل عليه حجر فمات ودفن فرجمت العرب قبره، صاروا يرجمونه.
ذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما مر به قال: هذا قبر أبي رغال دفن هنا ودفن معه سبيكة من ذهب ولما قال ذلك نزل الصحابة وحفروا القبر وأخرجوا السبيكة من الذهب.