الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
شرح سنن الترمذي
41290 مشاهدة
بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ

بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا فَإِنْ قَضَى اللَّهُ بَيْنَهُمَا وَلَدًا لَمْ يُضَرُّهُ الشَّيْطَانُ . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.


وهَذَا أيضا التعليمات النبوية مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأَفْرَادِ أُمَّتِهِ، أَرْشَدَ أُمَّتَهُ أَرْشَدَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ أَنْ يَأْتِيَ بِهَذَا الدُّعَاءِ، وَسَوَاءٌ كَانَ أَوَّلَ دُخُولِهِ بِهَا -يعني لَيْلَةَ زِفَافِه- أَوْ بَعْدَ ذَلِكَ كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَطأ زَوْجَتَهُ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ رَجَاءَ أَنْ تُصِيبَهُ الْبَرَكَةُ فَيَقُولُ: بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا .
أَوَّلًا: التَّسْمِيَةُ فِيهَا الْبَرَكَةُ وَالْخَيْرُ، وَقَدْ قِيلَ: إنَّ قَبْلَهَا فِعْلا مُقَدَّرا تَقْدِيرُهُ: أَبْدَأُ بِاسْمِ اللَّهِ أَوْ أَسْتَمتع بِاسْمِ اللَّهِ أَوْ أَسْتَعِينُ بِاسْمِ اللَّهِ. وَاسْمُ اللَّهِ لَا شَكَّ أَنَّهُ مَحَلُّ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ فيُرَادُ بِهِ اسْمُ الله أو يراد به جنس أسماء الله.
وأما الدعوة بقوله: اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فمناسبة ذلك أن فيه ما روي أن الشيطان يغوي الإنسان، وأنه عندما يولد يطعن الشيطان في خاصرته، فيصيح أو يستهل صارخا كما هو مشاهد من أول ما يخرج.
قيل: إن ذلك من الشيطان. فإذا استعاذ من الشيطان ورزقه ولدا وقدر بينهما في ذلك الوطء ولدا كان ذلك سببا في حمايته من الشيطان لم يضره الشيطان أي: لم يسلطه الله عليه.
وقد قيل: إن هذا إنه ليس على إطلاقه؛ بل المراد أنه لا يخرجه من الإسلام، وأما إيقاعه في المعاصي فقل من يسلم من وسوسة الشيطان، ومن إغوائه وإيقاعه في بعض الذنوب ولو كانت من الصغائر ونحوها.
ولكن تختلف الأحوال بالنسبة القائل وبالنسبة إلى المقول فيه، وإذا قيل: إننا نشاهد كثيرا من أولاد العلماء وأولاد العباد ونحوهم الذين يوثق بأن أبويهم قد ذكرا اسم الله عند الوطء، ومع ذلك يرى فيهم انحراف ويرى فيهم المعاصي ويرى فيهم المخالفات؛ فيقال: لعله فقد شرطا من شروط قبول الدعاء:
إما الإخلاص، وإما الدعاء مع غفلة وإما عدم المواصلة والموالاة للدعاء وإما غير ذلك.
أسئـلة
س: طيب يا شيخ، التسمية خاصة بالزوج فقط أو شاملة للزوج والزوجة؟
يظهر أنه شاملة؛ لأنه قال: جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ولم يقل: جنبني؛ فدل على أنهما جميعا يدعوان بهذا الدعاء لا ينافي أن المرأة أيضا تقول ذلك.