إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الأول
44514 مشاهدة
معنى العقيدة وسبب تسميتها بالواسطية

العقيدة: مأخوذة من العقد، ومنه عقد الحبل، وسميت بذلك لأنها مما يجب أن يعقد عليه القلب.
فالعقائد: هي ما يعقد عليه القلب، ولا يتردد فيه ولا يشك في صحته، كأنه عقد عليها، حتى لا يمكن تغييرها ولا حلها ولا إخراجها.
وهذا سبب تسمية هذا النوع من العلم بالعقائد.
وسميت بالواسطية: لأن الذي سألها أو طلب كتابتها من الشيخ رجل من أهل واسط ؛ جاء إليه في أحد مواسم الحج وهو جالس في المسجد بعد صلاة العصر، فشكا إليه انتشار الفرق والأهواء والعقائد، وقال له: اكتب لي عقيدة تكون عمدة لي، فكتب له هذه العقيدة، وهو جالس في مجلسه بعد العصر.
ولما كتبها نُسخت في مجلسه أيضا، أو نسخها وأبقى عند شيخ الإسلام الأصل.
والحاصل أنه كتبها من حفظه، ولم يُراجع أية كتاب، وأملاها في مجلس واحد.