التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الأول
سبح الله نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل
[ولهذا قال: رسم> سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قرآن> رسم> [الصافات: 180- 182]. آية> فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل، وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب] .
* قوله: (ولهذا قال: رسم> سُبْحَانَ رَبِّكَ قرآن> رسم> ).
فإن الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية وهي قوله سبحانه: رسم> سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ قرآن> رسم> قد نزه نفسه عما يصفه به الذين ينفون الصفات عن الله تعالى رأس> الذين يقولون بأن الله لا يوصف بأن له يدا، ولا يوصف بأنه يسمع ويرى، ولا يوصف بأنه ينزل كما يشاء، ولا يوصف بأنه مستو على عرشه، ولا بكذا وكذا، هؤلاء الذين يقولون ذلك، هم الذين نزه الله تعالى نفسه عنهم وعن مقالاتهم وبدعهم، فقال: رسم> سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ قرآن> رسم> .
ثم قال تعالى: رسم> وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ قرآن> رسم> سلم على المرسلين لسلامة ما قالوا من النقص والعيب، فإن ما جاء به المرسلون هو الحق الذي لا مرية فيه، فمن أجل ذلك سلم عليهم، لسلامة ما جاءوا به من الشريعة أن يكون فيه كذب أو نقص أو خلل أو عيب؛ لأنهم -كما تقدم- صادقون مصدقون، فيجب قبول ما جاءوا به والإذعان له.
ثم قال تعالى: رسم> وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قرآن> رسم> فأثنى على نفسه سبحانه وهو أهل للثناء؛ لأنه هو رب العالمين الذي رباهم بنعمه، وأسبغ عليهم نعمه الظاهرة والباطنة رسم> وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا قرآن> رسم> [إبراهيم:34]. آية> رسم> لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ قرآن> رسم> [ إبراهيم:7]. آية>
مسألة>