شرح أصول السنة لإمام أهل السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى 164-241 هـ
رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة
13- ومثل أحاديث الرؤية كلها، وإن نَبَتْ عن الأسماع واستوحش منها المستمع. وإنما عليه الإيمان بها، وأن لا يرد منها حرفًا واحدًا. وغيرها من الأحاديث المأثورات عن الثِّقات.
14- وأن لا يخاصم أحدًا، ولا يناظره، ولا يتعلَّم الجدال، فإن الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه، ومنهي عنه، لا يكون صاحبه -وإن أصاب بكلامه السُّنّة- من أهل السُّنّة حتى يدع الجدال ويُسلِّم، ويؤمن بالآثارِ.
وأما الإيمان بالرؤية بأن المؤمنين يرون ربهم في الجنة رأس> فهذا أيضًا ثابت وردت به الأحاديث
![الآيات والأحاديث في إثبات الرؤية للمؤمنين في الجنة كثيرة ومن ذلك: </font><br> (أ) قوله -تعالى- : </رسم> لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ </رسم> [ يونس: 26 ]. وقد فسر النبي -صلى الله عليه وسلم- الزيادة المذكورة في الآية، بأنها رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة. كما في حديث صهيب -رضي الله عنه-، أخرجه مسلم برقم (181). </font><br> (ب) وقوله: </رسم> وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ </font><br> إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ </رسم> [ القيامة:22، 23 ]. </font><br> (ج) وقوله عليه السلام: إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته . أخرجه البخاري برقم (554)، ومسلم برقم (633). من حديث جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-. </font><br> وغير ذلك من الأحاديث الثابتة الصحيحة، وقد سبق الكلام عن الرؤية ص49/50](/site/books.png)
كذلك يتجنب الجدل
![لقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الجدال الذي يؤدي إلى الخصومات والنزاعات، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ما ضلّ قوم بعد هدًى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل. أخرجه الترمذي برقم (3253)، وابن ماجه برقم (48)، وأحمد في المسند(5/ 252، 256). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وانظر: صحيح الجامع (5633).](/site/books.png)
مسألة>