شرح أصول السنة لإمام أهل السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى 164-241 هـ
الجنة والنار مخلوقتان وموجودتان الآن
49- والجنة والنار مخلوقتان قد خُلِقَتَا كما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسم> دخلت الجنة فرأيت قصرًا متن_ح> رسم> رسم> ورأيت الكوثر رسم> رسم> واطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها ... كذا متن_ح> رسم> رسم> واطلعت في النار فرأيت ... كذا وكذا متن_ح> رسم> فمن زعم أنهما لم تخلقا فهو مكذِّبٌ بالقرآن وأحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا أحسبه يؤمن بالجنة والنار .
هذا أيضًا من الإيمان باليوم الآخر، أي: الإيمان بأن الجنة موجودة الآن مخلوقة، وكذلك النار رأس> خلافًا لبعض الفلاسفة والمعتزلة ونحوهم، الذين يقولون: إنما يُنْشِئهما الله في يوم القيامة، وأما الآن فليستا بموجودتين، فإذا كانت الأحاديث صريحة بأنه -صلى الله عليه وسلم- قد أخبر بأنه دخل الجنة، ورأى فيها كذا وكذا، وأُري النار، ورأى فيها كذا وكذا، فهذا دليل على أنهما موجودتان ومخلوقتان، وإنما يوم القيامة يخرجان في قول الله -تعالى- رسم> وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ قرآن> رسم> يعني: أظهرت وبرزت الجحيم للغاوين، ففي يوم القيامة تبرز، ويقول في الحديث: رسم> يُجاء يوم القيامة بجهنم متن_ح> رسم> يعني: تفسيرًا لقوله -عز وجل- رسم> وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ قرآن> رسم> يُجاء بها يجرها الملائكة، كما أخبر في الحديث.
مسألة>