تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
تابع لمعة الاعتقاد
56609 مشاهدة
إنكار المعتزلة والأشاعرة للصفات الفعلية والرد عليهم

...............................................................................


أما المعتزلة والأشاعرة فإنهم ينكرونها، ويدعون أنها لا تليق بالخالق، وأنها فيها تشبيه. ثم يتكلفون في صرفها، فيقولون في قوله: وَجَاءَ رَبُّكَ أي: جاء أمره. وكذلك إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ أي: أمر الله. وهذا تحريف. ويفسرون الرضا بأنه: إرادة الإنعام. فيفسرونه بالإرادة؛ وذلك لأنهم يثبتون الإرادة.
الأشاعرة يثبتون الإرادة، فيقولون: الرضا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أي: أراد إنعامهم. والغضب غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الغضب: إرادة الانتقام، هكذا يقولون، ويدعون أن الغضب الحقيقي لا يليق أن ينسب إلى الله تعالى. ويقولون: إن الغضب: غليان دم القلب لطلب الانتقام. وهذا لا يليق بالله؛ ومع ذلك يثبتون الإرادة.
فنقول لهم: إن الإرادة المعروفة هي: ميل النفس وانبساطها إلى ذلك الذي أريد نفعه.
فيقولون: هذه إرادة المخلوقين، ولا نثبتها؛ وإنما نثبت إرادة تليق بالله.
فالجواب أن نقول: إن قولكم: الغضب: غليان دم القلب. هذا غضب المخلوقين، ولا يليق بالله على هذه الصفة؛ وإنما نثبت غضبا يليق بالله تعالى.
ولا شك أن المؤمن إذا أثبت هذه الصفات ظهرت عليه آثارها، فإنه إذا عرف أن الله تعالى يرضي التمس أسباب الرضا، متي يكون ربي راضيا عني؟ يبحث كيف يحصل على رضا الله تعالى، نقول: رضا الله تعالى يحصل بالطاعة، يحصل بالعبادة. فعليك أن تفعل العبادة؛ حتى تكون ممن رضي الله تعالى عنهم.
كذلك.. متي يكون الرب محبا لعباده؟ الله تعالى ذكر الصفات التي يحب أهلها، يحرص العابد على أن يكون من المحبوبين عند الله، فإذا قرأ آية: فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ قال: اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم سبب لمحبة الله. وإذا قرأ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ اتقى الله؛ حتى يحبه. وإذا قرأ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ حافظ على الطهارة، وحافظ على التوبة؛ حتى يحبه الله.
وكذلك بقية الصفات التي يحب الله تعالى أهلها، ويعرف أيضا أنه إذا أحبه إذا أحب العبد فإنه يوفقه، ويحميه، ويحفظه، ويسدد خطاه. ورد في الحديث القدسي الذي في صحيح البخاري قوله: ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل؛ حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به أي: وفقته؛ لأنه لا يسمع إلا ما يحبه الله، ولا يبصر، ولا يقرأ، ولا يتكلم إلا بشيء يحبه الله. إذا علم بأن الله تعالى يكره بعض خلقه بحث عن الأسباب التي تسبب كراهية الله تعالى له، فيعلم أن الله تعالى يكره المعاصي فلا يعصي ربه، يكره الذنوب، ويكره البدع ونحوها، ويكره أيضا أهلها المبتدعة، والعصاة ونحوهم. ففي الاعتراف بهذه الصفات فائدة؛ وهي: ظهور أثرها على العبد.