شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
تابع لمعة الاعتقاد
71698 مشاهدة print word pdf
line-top
الكلام في المشكل من النصوص

...............................................................................


يقول: وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظا، وترك التعرض لمعناه -أي لتأويله ولصرفه عن مدلوله، أما المعنى الحقيقي فإنهم يثبتونه، يثبتون معناه، فيعرفون أن السمع: إدراك الأصوات. وأن الله تعالى سميع، يسمع دبيب النملة السوداء على الصفاة السوداء في ظلمة الليل، وأنه بصير يري جريان الماء في عروق الأشجار، وأن البصر: هو إدراك المبصرات. وأن العلم: هو إدراك المعلومات. وما أشبه ذلك. فهم يثبتون المعاني.
وأما قوله: ترك التعرض لمعناه: فلعله يريد ترك التعرض لتأويله، أو ترك التعرض لتشبيهه، أو ما أشبه ذلك، أو ترك التعرض لتكييفه. نعرف أن صفات الله تعالى ثابتة؛ ولكن لا نقدر على تكييفها، ولا يصل إليها أفهام البشر؛ بل يثبتونها ويعجزون عن إدراك كيفيتها، وعن إدراك كنهها وماهيتها؛ بل حتى عن إدراك كنه مخلوقاته، نحن نرى هذا القمر؛ ولكن لا ندري من أي شيء هو، هل هو من ذهب هذا القمر، أو أنه من فضة، أو أنه من زجاج، أو أنه من حجارة، أو من تراب؟ هذا القمر الذي نشاهده عجزنا عن إدراك ماهيته، ومن أي شيء هو.
وكذلك هذه الشمس التي تطلع علينا كل يوم، لا ندري من أي شيء هي؛ تصل إلينا حرارتها وشعاعها؛ ومع ذلك نعجز عن أن ندرك ماهيتها، ومن أي شيء هي؟ هل هي نار تشتعل تصل حرارتها إلينا؟ أم هي وبأي شيء تتقد؟ بأي شيء وقودها؟ النار إذا أوقدناها وأكلت ما فيها من الوقود انطفأت، وهذه الشمس دائما وهي تشتعل؛ ومع ذلك لا ندري بأي شيء وقودها، لا ندري ماهيتها، فإذا عجزنا عن إدراك ماهية هذه المخلوقات؛ مع أنها مخلوقات نشاهدها بالأبصار، فكيف مع ذلك نصل إلى معاني؛ يعني إلى كيفية صفات الله تعالى؟ نحن نعرف أن الله تعالى فوق العباد بذاته، ونعرف أنه استوى على العرش؛ ولكن كيفية الاستواء لا نعرفها، ونعرف أن لله تعالى عرش عظيم؛ ولكن من أي شيء هذا العرش؟ من جوهر، من ذهب، من تراب، من خشب، من زجاج؟ لا ندري، الله أعلم بذلك. عجزنا عن إدراك ماهية هذه المخلوقات، فبطريق الأولى عن إدراك كيفية صفات الله سبحانه وتعالى.
يقول: ونرد علمه إلى قائله: يعني: تكييفه إلى قائله، يعني إلى الله تعالى، وإلى رسوله.
ما ورد إلينا من الكنه والكيفية نقول: الله ورسوله أعلم. ونجعل عهدته على ناقله إن كان فيه شيء من الخطأ، فالعهدة على الذين نقلوه، إذا وثقنا بأنهم صادقون قبلنا ذلك، وإذا شككنا فيه نقول: هكذا ورد، فنصدقهم؛ لكونهم هم الذين نقلوا الشريعة لنا، نجعل عهدته على ناقله؛ اتباعا لطريق الراسخين في العلم الذين أثنى الله تعالى عليهم في كتابه المبين بقوله تعالى: وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا يعني: آمنا بما جاء من المتشابه الذي نعجز عن كيفيته، المتشابه الذي يشتبه علينا كيفيته وماهيته فنقول: آمنا به كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا هكذا طريقة الراسخين في العلم.

line-bottom