شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
تابع لمعة الاعتقاد
63475 مشاهدة
الإيمان يزيد وينقص

...............................................................................


الإيمان له مسمى في اللغة، الإيمان عند العرب: هو التصديق.
وله مسمى في الشرع، نقله الشرع وجعله اسما للأعمال، فيدخل فيه: قول اللسان، وعمل الأركان، يعني: الجوارح، وعقد الجنان، يعني: القلب.
فهو: قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان.
يزيد بالطاعة، وينقص بالعصيان.
أصبح مسمى شرعيا؛ وذلك لأن هناك المرجئة جعلوا الأعمال ليست من مسمى الإيمان، وخصوا الإيمان بأنه: تصديق القلب.
وأنكروا زيادته ونقصانه. وهذا خطأ؛ وذلك لأنهم بهذا يبيحون المعاصي إذا كانت لا تنقص الإيمان، إذا كان الإيمان الذي في القلب لا يزيد ولا ينقص وليست الأعمال من الإيمان؛ أصبح الناس كلهم إذا قالوا: صدقنا متساوين في هذا الوصف. وهذا خطأ، فيكون فيه تسهيل للعصاة.