إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
تابع لمعة الاعتقاد
50740 مشاهدة
إثبات الله تعالى لنفسه صفات الكمال

...............................................................................


ولا شك أن ربنا سبحانه أثبت لنفسه تلك الصفات التي تتضمنها تلك الأسماء، وأثبتها على وجه التمدح؛ وذلك لأنها صفة كمال، ونفيها صفة نقص، ونفي هذه الصفات يلزم منه التعطيل؛ ولأجل ذلك يسمى من ينفي هذه الصفات: معطلا، الذين ينفونها هم في الحقيقة المعطلة؛ وذلك لأنهم عطلوا الله تعالى عن صفات كماله.
ولهم في ذلك شبهات يدلون بها، وأكثرهم يعتمدون على العقل، ويعتمدون على الفكر على الأفكار، يعنى: أن أفكارهم تمنعهم أن يثبتوا ذلك، وتخيلاتهم. وأما عذرهم الظاهر فإنهم يقولون: إن إثباتها تشبيه، أنها تشبيه بالخلق.
وكما ذكرنا بيت الزمخشري الذي يقول فيه:
قـد شبهوه بخلقـه فتخـوفوا
شنع الـورى فتستروا بالبلكفـة
يعنى: بقولهم: أن الله يسمع بلا كيف، وأنه يرى بلا كيف، ويتكلم بلا كيف، إلى آخر ذلك. فزعم أن هذا تشبيه مع أنها صفات كمال؛ ومع أنهم يعتمدون فيها على الأدلة على النصوص التي هي الآيات الصريحة، والأحاديث الصحيحة دلالتها واضحة نص أو ظاهر في إثبات هذه الصفات.