جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
تابع لمعة الاعتقاد
50478 مشاهدة
قول الأشاعرة في كلام الله تعالى

...............................................................................


وقد أقر الأشاعرة بصفة الكلام؛ ولكن لم يجعلوه كلاما حقيقيا؛ وإنما يجعلوه معنى يقوم بالنفس، قالوا: إن كلام الله معنى قائم بنفسه، إن عبر عنه بالعربية فهو قرآن، وإن عبر عنه بالعبرية فهو توراة، وإن عبر عنه بالسريانية فهو إنجيل، وهو شيء واحد لا يتعدد. هذا هو ما وصل إليه قولهم. ولا شك أن هذا قريب من قول المعتزلة في إنكار أن يكون الله تعالى يتكلم، وقد تقدمت الأدلة على ذلك. وقد تأولوا ذلك تأويلات بعيدة ولا يستطيعون.
ثم لا شك أن القرآن كلام، وأنه حروف وكلمات، وأنه يسمع ويتلى، قال الله تعالى: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ أي يقرءونه حق تلاوته، وأخبر بأنه يسمع، قال تعالى: أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ دل على أنه يسمع، ودل على أنه كلام الله، وقال تعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ يعني: يسمع هذا القرآن الذي هو كلمات وآيات وسور وجمل؛ ولو كان المعنى: أنه يسمع المعاني، لم يكن هناك فرق بين كلام الله وبين كلام غيره.