الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
تابع لمعة الاعتقاد
56597 مشاهدة
جل الله عن الأشباه والأنداد

...............................................................................


ولا يشغله شأن عن شأن: أي لا يشغله أحد عن أحد؛ بل يسمع كلام الجميع في آن واحد، ولا يشغله سماع هذا عن سماع هذا، ولا النظر إلى هذا عن النظر إلى هذا؛ بل يراهم جميعا، ويسمعهم جميعا، ويعلم ما يقولونه، فلا يشتغل بهذا عن هذا، ولا يشغله شأن عن شأن.
جل عن الأنداد، جل عن الأشباه والأنداد:
جل: يعنى تعاظم، وكبر عن أن يكون له أشباه أو أنداد.
الأشباه: يعني الذين يشابهونه في ذاته أو في صفاته.
والأنداد: جمع ند، الند: هو المثيل والشبيه.
فليس لله تعالى شبيه، وليس لله ند، قال تعالى: فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ وقال: فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ فليس لله مثيل.
وتنزه عن الصاحبة والأولاد، كما قال تعالى: مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً الصاحبة: الزوجة. وَلَا وَلَدًا ؛ وذلك لأن اتخاذه ينبئ عن حاجته، والله تعالى مستغن عن الصاحبة والولد؛ ولأن الولد يخلف أباه أو يشبه أباه، فالله تعالى منزه عن أن يتخذ صاحبة أو ولدا، كما قال تعالى: أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ .