إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
تابع لمعة الاعتقاد
56630 مشاهدة
شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم

...............................................................................


ذكر بعد ذلك الشفاعة، أن لنبينا صلى الله عليه وسلم شفاعة، يشفع فيمن دخل النار من أمته من أهل الكبائر، يخرجون منها بعد ما يصيرون فحما وحمما، فيدخلون الجنة بشفاعته.
ذكر أن له خمس شفاعات:
الشفاعة الأولى: (العظمى) في أن يفصل الله تعالى بين العباد.
والشفاعة الثانية: في أهل الجنة، أن يفتح لهم حتى يدخلوا الجنة.
والشفاعة الثالثة: في بعض أهل الجنة، أن ترفع منازلهم.
والشفاعة الرابعة: في أهل الكبائر الذين دخلوا النار، أن يخرجوا منها؛ ولو بعد ما يصيرون حمما.
والشفاعة الخامسة: لعمه أبي طالب أن يخفف عنه، ثم لسائر الأنبياء، والمؤمنين، والملائكة.
شفاعات؛ ولكن للشفاعة شرطان:
الإذن للشافع، والرضا عن المشفوع. كما في قول الله تعالى: وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ وقال: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ وقال تعالى: لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى وقال: وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ فالشفاعة لا تنفع الكافر كما في قوله: فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ وكما في قولهم: فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ .