الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
تابع لمعة الاعتقاد
61381 مشاهدة
من أشراط الساعة خروج الدجال

...............................................................................


ومن ذلك: أشراط الساعة. نصدق أيضا بأشراط الساعة، والمراد بها: العلامات التي تأتي قبل قيامها، قال تعالى: فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا يعني: علاماتها.
ذكر في الحديث خروج الدجال، وكثرت الأحاديث في خروج الدجال، وأنه إنسان مسلط، وأن الله يجعل على يديه بعض ما يفتن به الناس، يدعي أنه الرب، ويأتي إلى القرية ونحوها، فإذا عصته سلط عليهم فيصبحوا ممحلين، ويأتي إلى الذين يطيعونه فيصبحوا في رفاهية.
وذكر أنه يأتيه رجل فيظهر كذبه، يكذبه فيقطعه قطعتين ثم يحييه، ويأتي إلى القرية الخربة فيأمرها أن تتبعه فيتبعه أهلها كيعاسيب النحل.... إلى آخر ما ورد فيه؛ وهو مع ذلك دجال كذاب.
وذكر أنه لا يدخل مكة ولا المدينة ثم ذكر في الحديث أنه ينزل عيسى عليه السلام، وأنه يقتل الدجال بباب لد، ينزل عيسى على المنارة البيضاء شرقي دمشق، ثم يقتله عيسى عيسى يقتل الدجال، إذا أحس بعيسى ذاب كما يذوب الملح في الماء، فيأتيه فيقتله، يطعنه بحربة فيقتله. هذا أيضا من أشراط الساعة.
ذكر الحديث في صحيح مسلم في آخر كتاب في أشراط الساعة حديث مطول أحاديث كثيرة، واستدل على ذلك بقول الله تعالى لما ذكر عيسى وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إلى قوله: وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ وقرأها بعضهم: لعلم للساعة أي: من علامات الساعة.