تابع لمعة الاعتقاد
الجنة والنار
...............................................................................
ذكر بعد ذلك الجنة والنار، أنهما موجودتان الآن.
وورد في الأحاديث: أنه عليه السلام دخل الجنة، وأنه عرضت عليه النار، فدل على أنهما موجودتان، ثم أنهما مخلوقتان، وأنهما باقيتان لا تفنيان، لا تفنى النار أبدا، ولا تفنى الجنة أبدا.
فالجنة: مأوى أولياء الله. والنار: عقاب أعداء الله.
وأهل الجنة مخلدون فيها، وكذلك أهل النار رسم> إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ قرآن> رسم> يعني: لا يخفف عنهم رسم> وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ قرآن> رسم> آيسون من رحمة الله.
ثم ذكر أنه يؤتى بالموت في صورة كبش أملح، فيذبح بين الجنة والنار، ثم يقال: يعني قيل: إنه يقال: ما هذا يا أهل الجنة؟ فيشرئبون، وينظرون، ويقولون: هذا هو الموت. ويقال لأهل النار: ما هذا؟ فيشرئبون، وينظرون، ويقولون: هذا هو الموت. ثم يذبح بين الجنة والنار. ثم يقال: يا أهل الجنة.. خلود فلا موت، ويا أهل النار.. خلود فلا موت. فيزداد أهل الجنة فرحا؛ لعلمهم بأنهم لا يرحلون عنها، ولا يتغير نعيمهم. ويزداد أهل النار حزنا؛ لعلمهم بأنهم يبقون فيها مخلدين، لا يخرجون منها أبدا.
يؤمن المسلم بهذا كله؛ ولو كان من الأمور الغيبية؛ لأنه مأمور بالإيمان بالغيب في قوله تعالى: رسم> الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ قرآن> رسم> .
بقي فصل.. ولعلنا نقرؤه غدا في الصباح في مسجد المطار مسجد حي المطار؛ وذلك لأن غدا في المساء عندنا محاضرة في محافظة .، لا شك أن صاحب تلك المحافظة رغب إلينا في أن نأتي إليه؛ فلأجل ذلك نعتذر عن درسنا غدا في هذه الليلة، ونكمل هذا الدرس إن شاء الله في الصباح. فهذا آخر درس في هذا المساء، والدرس الذي في الصباح الذي هو جامع بيان العلم نتوقف عنه. ونختم أيضا درس كشف الشبهات. والله أعلم، وصلى الله على محمد اسم> .
أسئـلة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
س: فضيلة الشيخ.. في بعض المكتبات كتب تعنى بتأويل الرؤى، هل يؤخذ بها؟ وهل هناك كتب يؤخذ منها؟ وما هي صفات من يؤول الرؤى؟ حفظكم الله.
سؤال> تعبير الأحلام يعتمد فيه على القرائن، وعلى العلامات، وليست معتمدة دائما؛ إنما هي ظن؛ الذي يفسر الأحلام إنما يظن أن .؛ لأجل ذلك لا يجزم بأن هذا يقينا. هو الذي يحصل.
س: هل بعض صفات الله الفعلية يسمى الله بها كصفة الضحك أو صفة الكراهة أو المحبة؟ وهل يجوز أن يسمي الرجل بها ولده كعبد المحب؟ سؤال>
لا يجوز، يعني إنما تذكر أفعالا، فلا يجوز أن يشتق لله منها أسماء، فقوله تعالى: رسم> فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ قرآن> رسم> لا يقال: إن من أسمائه الفاعل، وقوله: رسم> مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا قرآن> رسم> لا يجوز أن يقال: إن من أسمائه العامل، وكذلك قوله: رسم> وَمَكَرَ اللَّهُ قرآن> رسم> فلا يسمى الماكر، وقوله: رسم> إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ قرآن> رسم> لا يسمى الكائد، وقوله: رسم> يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ قرآن> رسم> لا يجوز أن يسمى المحب؛ إلا أنه يؤتى بها كأفعال، ولا أيضا يعبد بها.
س: يقول السائل: فضيلة الشيخ.. قال النبي صلى الله عليه وسلم: رسم> لا يرد القضاء إلا الدعاء متن_ح> رسم> هل معناه: أنه يرد شيئا قد كتب وانتهى؟ أم ماذا؟ أفيدونا.. مأجورين؟ سؤال>
الدعاء مكتوب، وكذلك القضاء مكتوب يعني أن الله تعالى كتب أن هذا يدعو بهذا الدعاء، وأنه لو لم يدع به لحصل له مصيبة، ولحصل له عقوبة، أو نحو ذلك، فيكون هذا الدعاء المكتوب يخفف عنه، أو يغير ما لو لم يفعل به لحصل له كذا وكذا، يكون ذلك من جملة الأسباب. فالإنسان مأمور أن يفعل الأسباب، وأنها مكتوبة كما في حديث العلاج أن العلاج مكتوب، مكتوب أن الإنسان يمرض، وأنه مأمور بالعلاج، وأن العلاج يؤثر، وأنه يفيد. فكان ذلك من جملة القضاء المكتوب.
س: هل ينسب إلى الله تعالى أفعال الخير، وكذلك أفعال الشر؟ سؤال>
ورد في الحديث: رسم> والخير بيديك والشر ليس إليك متن_ح> رسم> ؛ وذلك لأن كل ما يحدث من الأضرار بقضاء الله تعالى فلا يسمى شرا؛ وإنما هو خير بالنسبة إلى أمر الله تعالى، وإلى قضائه وقدره، خير بالنسبة إلى فعل الله؛ لأنه ما فعله إلا لحكمة.
فالشرور لا يجوز إضافتها إلى الله؛ وذلك في كلام الجن في سورة الجن: رسم> وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا قرآن> رسم> فالرشد: أراد بهم ربهم، والشر: أريد، لم يذكر فعله؛ مع أن الله هو القادر والفاعل لكل شيء.
س: مرضت والدتي قبل شهر رمضان بستة أشهر، وتوفيت بعد رمضان بشهر، ولم تصم؛ لشدة مرضها، هل علي قضاء؟ وكم يجب علي أن أدفع عنها؟ سؤال>
لا قضاء عليكم، ولا قضاء عليها؛ لأنها ما فرطت؛ حيث استمر بها المرض إلى أن توفيت؛ وإنما القضاء على من تمكن وفرط.
س: إن الله تعالى ذكر في القرآن الكريم موسى اسم> عليه السلام أنه أوجس نارا، فلما ذهب إليها قال: إن الله عز وجل قال: رسم> أَنَا اللَّهُ قرآن> رسم> عز وجل، فهل يفهم من هذا أن الله يتصف بالنار؟ أفيدونا.. مأجورين. سؤال>
رأى نارا تشتعل في شجرة، فقال لأهله: رسم> إِنِّي آنَسْتُ نَارًا قرآن> رسم> يعني: أحسست، أو رأيت نارا رسم> لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ قرآن> رسم> يعني: عن الطريق ونحوه رسم> أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ قرآن> رسم> ناداه الله تعالى، وليس النداء من الشجرة؛ وإنما ناداه الله تعالى، وأسمعه النداء؛ ولذلك سأل أين أنت يا رب؟ فقال: أنا فوقك، وعن يمين، وعن شمالك. فعلم ذلك أنه هو الله تعالى يعني أنني قريب منك، وليس النار هي التي تكلمت، وليس الشجرة هي التي تكلمت؛ وإنما سمع كلام الله رسم> إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي قرآن> رسم> .
س: دخل شهر رمضان في وسط الصيف، وكانت درجة الحرارة مرتفعة، ونسكن بالصحراء بجوار المدينة اسم> أي بدون إمكانيات أو خدمات، وكان وضعي المادي ضعيفا، وعليه لم أستطع صيام هذا الشهر الكريم، فماذا علي حتى أقضي هذا الشهر؟ أو كيفية التكفير؟ أفيدونا.. مأجورين. سؤال>
لا يكون هناك عذر؛ ولو كان الصيف شديدا؛ ولو كان الحر مرتفعا، فلا يجوز الإفطار؛ بل يصبر على الصيام مع المشقة؛ لكن إذا بلغ حالة يخشى فيها من الموت أو من المرض فإنه معذور أن يفطر. ثم يقضيه في الشتاء، أو إذا برد الوقت أو ما أشبه ذلك. والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد اسم> وآله وصحبه وسلم.
مسألة>