شرح أصول السنة لإمام أهل السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى 164-241 هـ
ترك المراء والجدال
4- وترك المراء والجدال والخصومات في الدين رأس>
هذه الثلاثة تدل على معنى واحد أو متقارب، فالمراء مشتق من المرية.
قال في لسان العرب مادة (مرا): والامتراء في الشيء الشك فيه، وكذلك التماري، والمراء المماراة والجدل، والمراء أيضًا من الامتراء والشك، وفي التنزيل العزيز: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وفي حديث السائب بن عبد الله المخزومي اسم> عند أحمد اسم> في المسند حديث> رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![أخرجه أبو داود برقم (4836)، وابن ماجه برقم (2287)، وأحمد في المسند (3/425) عن السائب بن عبد الله قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فجعلوا يُثْنُونَ عليَّ ويذكروني، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنا أعلمكم -يعني: به-، قلت: صدقت، بأبي أنت وأمي كنت شريكي فنِعم الشريك، كنت لا تداري ولا تماري. وهذا لفظ أبي داود.](/site/books.png)
وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![أخرجه الإمام أحمد (2/ 286، 300، 424، 475، 503، 528)، وأبو داود برقم (4603)، وابن حبان برقم (73)، والحاكم (2232). </font><br> وصححه ابن حبان، والحاكم ووافقه الذهبي. </font><br> قال أحمد شاكر (7835): إسناده صحيح، وقال الأرناؤوط في شرح السُّنّة (1/ 261): إسناده حسن. </font><br> وفي الباب عن عمرو بن العاص عند أحمد (4/ 204، 205)، وعن أبي جهيم عنده أيضًا (4/ 170).](/site/books.png)
ولكن المراء المذكور هنا يعم المراء في أمور الدين كلها كالجدال في القدر، وأفعال العباد، والمراء في أسماء الله وصفاته في معانيها وما تدل عليه، وكذا في الأمور الغيبية من عذاب القبر، وصفته وما بعده، وغير ذلك، فإن أهل السُّنّة يتوقفون عن ما لا يظهر لهم، ولا يجادلون أهل البدع، ولا يتنازعون في أمور الغيب التي ما أطلعهم الله عليها، وذلك من جملة عقيدتهم، حتى يجدوا دليلا يقولون به، والله أعلم.
مسألة>