قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
52907 مشاهدة
صيانة صفات الله عن التخيل والتأويل

الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال الإمام شيخ الإسلام أبو العباس تقي الدين أحمد ابن تيمية الحراني رحمه الله:
وجميع آيـات الصفـات أمـرها
حقـا كما نقـل الطـراز الأول
وأرد عـهـدتها إلـى نـقالـها
وأصونـها عـن كل ما يتخيل
قبحـا لمن نبـذ الكتـاب وراءه
وإذا استـدل يقول: قال الأخطل
وأقـر بالميزان والحـوض الذي
أرجـو بأنـي منـه ريًّا أنهل
والمؤمنـــون يـرون حقا ربهم
وإلى السمـاء بغير كيف ينزل


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. يقول الشيخ رحمه الله:
وأمـر آيـات الصفات كما أتت
وأصـونها عـن كل مـا يتخيل
وأرد عـهدتـها إلى نـقالـها
..................................
هكذا ذكرنا أن آيات الصفات، وكذا أحاديث الصفات التي تشتمل على بعض صفات الله تعالى؛ الصفات الفعلية أو الصفات الذاتية أن قول أهل السنة: أمروها كما جاءت بلا كيف. يعني: اقرءوها كما جاءت ولا تتأولوها ولا تكيفوها.
وأمــر آيـات الصفات كما أتت
حقـا كما نقل الطـراز الأول
الطراز الأول الذين هم السلف يعني: كما نقلوها أمرها كما نقلوها، ثم يقول:
وأرد عـهـدتهـا إلـى نـقالها
..............................
إذا سئلت فأقول: بل نقلها غيري:
..............................
وأصونها عن كل ما يتخيل