جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
shape
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
88646 مشاهدة print word pdf
line-top
موقف الشيعة من علي وتفضيله على الصحابة

...............................................................................


الذين يحبونه، ويبالغون في محبته، ما صبروا على هذا السب، ولا على هذا الشتم، كل جمعة يسمعون الحجاج وغيره من الذين يطيعونه يسبون عليًّا على منابرهم، فقالوا: لا بد فيما بيننا أن نظهر فضائل عليّ فكانوا يجتمعون كل جمعة، ثم يتبادلون الأحاديث التي في فضائل عليّ وفي كراماته .
ودخل معهم من يريد أن يكثرهم ممن ليسوا على العقيدة السليمة من زنادقة أو نحوهم، فصاروا يكذبون في تلك الفضائل، ويدخلون فيها ما ليس منها، وصاروا كل يوم أو كل أسبوع يكذبون في فضائله، ويحدثون بتلك الأكاذيب، حتى يمدحوا من يأتيهم بكذب بحديث مكذوب يقول الشافعي رحمه الله: ما رأيت أكذب من هؤلاء الشيعة لو أتيتهم بحديث مكذوب في فضائل علي لملأوا لك هذا البيت ذهبا .
الخليفة الرابع لماذا لم يكن الخليفة الأول؟ لماذا تقدم عليه أبو بكر وعمر وعثمان ؟ فلم يجدوا بدا من أن يشككوا هؤلاء التلاميذ، فقالوا هلم أيضا فنكذب على أبي بكر وعمر وعثمان هلم حتى نبين لتلاميذنا أنهم مغتصبون، وأنهم كتموا الخلافة والوصية، فابتدأوا يكذبون في العراق الأكاذيب الكثيرة التي في الطعن في الخلفاء، ثم أيضا الطعن في جميع الصحابة إلا قليلا، لماذا؟ لأنهم كتموا الوصية، في نظرهم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أوصى أن يكون الخليفة بعده عليّا ولكن الصحابة كتموا ذلك، وتمالأوا على بيعة أبي بكر وظلموا عليًّا حقه، فعليّ مظلوم؛ حيث بخس حقه؛ هكذا في نظرهم، واستمروا على هذا في العراق يروجون هذه المثالب والأكاذيب في الطعن في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلذلك اهتم علماء أهل السنة بذكر فضائل الصحابة .

line-bottom