إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
74483 مشاهدة print word pdf
line-top
مؤلفات في فضائل الصحابة

...............................................................................


فمثلا الإمام أحمد -رحمه الله- له كتاب في مجلدين عنوانه: فضائل الصحابة اهتم بفضائلهم، وذكر الأدلة على ذلك؛ الأحاديث الصحيحة بأسانيدها، وهكذا أيضا البخاري لما ألف كتابه الصحيح جعل منه فضائل الصحابة، وابتدأ بفضائل أبي بكر ثم بفضائل عمر ثم بفضائل عثمان ثم بفضائل عليّ .
وكذلك مسلم في صحيحه، وكذلك الإمام ابن ماجه والترمذي ونحوهم، وما بخسوا أحدا حقه، فعليّ -رضي الله عنه- نحبه ونعرف له مكانته وفضله، ولكن نعترف بأنه اعترف بفضل من قبله اشتهر عنه من أكثر من عشرين طريقا أنه يخطب على المنبر في العراق ويقول: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم يقول: ولو شئت لسميت الثالث، وهذا مما جحده الرافضة يعني: لو أنصفوا لقبلوا كلامه الذي هو أشهر من كلِّ كلام، اعترافه -رضي الله عنه- بفضل الصحابة وبفضل الخلفاء قبله .
وأيضا هو -رضي الله عنه- كان سامعا مطيعا للخلفاء قبله، حتى أنه يولونه الولايات؛ فيولونه القضاء، ويولونه الحكم، ويولونه إقامة الحدود .
في عهد عثمان -رضي الله عنه- لما أن أميرا من أمراء العراق شرب الخمر قال عثمان من يشهد أنه شربه؟ فشهد واحد أني رأيته يشرب الخمر، وشهد آخر أني رأيته يتقيؤها، فقال عثمان ما تقيأها إلا بعدما شربها اجلده يا عليّ فذهب عليّ ليجلده، فقال للحسن بن علي قم فاجلده. توقف الحسن وقال: يمضي حارَّها من تولى قارَّها، فعند ذلك قال: قم يا عبد الله بن جعفر فاجلده بأمر عثمان فجلده أربعين جلدة؛ لأنه الذي كان في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن شارب الخمر يجلد أربعين جلدة .
فالحاصل أنه كان واليا لعثمان ينفذ أوامره، فكيف مع ذلك يقولون: إن عثمان مغتصب؟ وإن أبا بكر وعمر اغتصبوا الخلافة، وأن الصحابة الذين في عهدهم كتموا هذه الوصية، وأنهم كانوا ضد عليّ ؟ كما يقول ذلك علماء أو متعلمو الرافضة إلى هذا الزمان؛ فلأجل ذلك أدخل العلماء حب الصحابة في أمر العقيدة، فيقول شيخ الإسلام في هذه العقيدة:
حب الصحـابة كلهم لي مذهب
ومـودة القـربى بهـا أتوسل
حب الصحابة كلهم ؛ ليس بعضا منهم، بل كل الصحابة نحبهم ونجلهم، ونعترف بفضلهم لماذا؟ أليسوا هم الذين نقلوا لنا القرآن، والذين نقلوا لنا السنة، والذين نقلوا لنا العبادات؟ من أين عرفنا هذه الصلوات إلا بنقلهم؟ هم الذين نقلوا لنا أن الصلوات خمس، ونقلوا لنا مواقيتها، ونقلوا عدد كل صلاة، عدد ركعات الظهر أربعا، والعصر أربعا، والعشاء أربعا والمغرب ثلاث والفجر اثنتان، وكذلك صلاة التهجد، وكذلك صلاة الرواتب وما أشبهها، ونقلوا لنا القرآن، ونقلوا لنا القراءة في الصلاة والأذكار فيها .
وكذلك نقلوا الزكاة، ونقلوا الصيام، ونقلوا التوحيد، ونقلوا الحج، ونقلوا البيوع، ونقلوا الحلال والحرام من أين جاءتنا هذه إلا بواسطتهم؟ إذا كانوا كفارا -كما يقوله الرافضة- ما بقي لنا دين نقبله، يكون هذا الدين وتكون هذه العبادات جاءت عن طريق قوم كفار .
الكفار الذين ماتوا على الكفر ما تُقْبَل عباداتهم، ولا تقبل نقولهم، وأحاديثهم لو جاءنا نقل عن أبي جهل أو عن أبي لهب أو عن أمية بن خلف أو أبي بن خلف أو نحوهم من المشركين الذين ماتوا على شركهم ما قبلنا أحاديثهم .
فكون الأمة الإسلامية؛ التابعون وتابعو التابعين، وأهل السنة في كل زمان وكل مكان ينقلون عن الصحابة بالأسانيد هذه السنة؛ ينقلونها عنهم، ويعملون بها دليل على تزكية الأمة لهم، واعترافها بأنهم أهل الصدق، وأهل التصديق، وأهل الأعمال الصالحة، فكيف مع ذلك تجحد فضائلهم؟ وكيف مع ذلك يضللون؟ ويُدَّعى أنهم ارتدوا على ما تقوله الرافضة؟

line-bottom