شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
بُعْد ابن تيمية عن التأويل
...............................................................................
مـا العلم نصبك للخلاف سفاهة | بــين النصوص وبين رأي فقيه |
كل العلـوم سوى القرآن مشغلة | إلا الحديث وإلا الفقه في الديــن |
العلـم ما كـان فيه قـال حدثنا | وما سوى ذاك وسواس الشياطين |
وأقــول قـال الله جـل جـلاله | والمصطـفى الهـادي ولا أتـأول |
التأول هو: صرف اللفظ عن ظاهره، وهو الذي وقع فيه المعتزلة والأشعرية وسائر المبتدعة؛ الذين صارت أدلتهم؛ الأدلة عندهم محرفة مصروفة عن ظاهرها، وعن دلالتها. إذا جاءهم الدليل قالوا: هذا يحتاج إلى تأويل، وما مرادهم بالتأويل؟ هو في الحقيقة التحريف كاليهود رسم> يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ قرآن> رسم> رسم> يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ قرآن> رسم> فعابهم الله بقوله: رسم> يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ قرآن> رسم> .
ذكر العلماء أن التحريف: ينقسم إلى تحريف لفظي، وتحريف معنوي فالتحريف اللفظي: تغيير الكلمة، حتى يتغير معناها، تغيير لفظها. مثل المعتزلة والأشعرية ونحوهم يقولون في: رسم> الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى قرآن> رسم> أي: استولى، فيزيدون فيها لاما، وهذا تحريف لفظي. زادوا في القرآن ما ليس منه، فقالوا: استوى يعني: استولى، ولو كان كذلك لكان العرش مثل غيره أن الله استولى على جميع المخلوقات.
ولا يجوز أن يُقال: الرحمن على الأرض استولى، الرحمن على .. استوى فالاستواء غير الاستيلاء؛ فتكون هذه اللام زيادة حرفوا بها الكلام؛ ولذلك يقول .
ابن القيم اسم> لما ذكر أدلة العلو، وأنه نوعها إلى واحد وعشرين دليلا قال:
منه استواء الرب فوق العرش في | سـبع أتـت فـي محكم القـرآن |
وكـذلك اطـردت بـلا لام ولـو | كانت بمعنـى الـلام في الأذهـان |
لأتت بها في موضع كي يحمل الـ | باقـي عليهـا وهـو ذو إمكـان |
نـون الـيهود ولام جهمي همـا | في وحـي رب العـرش زائدتـان |
نـون اليهـود ولام جـهمي هما | في وحـي رب العـرش زائدتـان |
ونحن نقول: على تعريفكم التأويل: هو تحريف الكلم عن مواضعه، فأنتم من الذين يحرفون الكلم من بعد مواضعه شئتم أم أبيتم؛ حيث أنكم تصرفتم في دلالة الألفاظ، وزدتم فيها، وغيرتم دلالتها.
مسألة>