شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
ظهور الجهمية والمعتزلة وموقف السلف منهم
من أمثال رجل يقال له: الجعد بن درهم اسم> ظهر في أول القرن الثاني، وقتل على هذه العقيدة أنكر أن الله تعالى موصوف بالمحبة، موصوف بالخلة، وقال: إن الله لم يتخذ إبراهيم اسم> خليلا، وأنكر صفة الكلام وقال: إن الله لا يتكلم؛ فأنكر أن يكون الله كلم موسى اسم> تكليما، فعند ذلك أخبر عند أمير في العراق، وهو خالد القسري اسم> فقتله في يوم العيد، في يوم عيد الأضحى وقال: هو أضحيتي خطب الناس وقال: أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم اسم> إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم اسم> خليلا، ولا كلم موسى اسم> تكليما تعالى الله عما يقول الجعد اسم> ثم نزل فذبحه، وفي ذلك يقول ابن القيم اسم> -رحمه الله-
ولأجل ذا ضـحى بجعـد خالد | القسري يـوم ذبائـح القربـان |
إذ قـال إبـراهيـم اسم> ليس خليله | كلا ولا مـوسى اسم> الكليـم الـداني |
شكر الضحية كـل صاحب سنة | للـه درك مـن أخـي قـربان |
وورثه المعتزلة، ولا يزالون إلى اليوم على هذا المعتقد السيئ؛ ورثوا منه هذه المقالة التي هي من أسوأ المقالات؛ حيث يدعي عدم دلالة الآيات على صفات، وكذلك يدعيه أتباعه قتله سلم بن أحوز اسم> -رحمه الله- ولكن بعد أن اشتهرت مقالته، وتمكنت في كثير من الناس، فتمكنت في هؤلاء المعتزلة .
وخرج أيضا منهم بشر بن غياث المريسي اسم> الذي نشأ في القرن الثاني، ونشر أيضا هذه العقيدة، وتتلمذ عليه تلميذ يقال له: محمد بن شجاع الثلجي اسم> وكتب عقيدته في رسالة فيها تحريف الآيات، وفيها الكذب، وفيها يدعي أن الله عليم بلا علم، وأن الله سميع بلا سمع، وبصير بلا بصر، وقدير بلا قدرة، ونحو ذلك من تعطيل الآيات عن دلالاتها، وردَّ عليه العالم المشهور عثمان بن سعيد الدارمي اسم> -رحمه الله- ورده موجود اسمه رد الإمام الدارمي عثمان بن سعيد اسم> على بشر المريسي اسم> العنيد يتبين من رده قول أهل السنة؛ وذلك لأنه أيد كلامه بالأدلة وبالنصوص، ثم إن عثمان -رحمه الله- رد أيضا على الجهمية برسالة أيضا مطبوعة الرد على الجهمية لعثمان الدارمي اسم> مما يدل على أن السلف -رحمهم الله- ما سكتوا، وأن كلهم على هذه العقيدة .
مسألة>