شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
52911 مشاهدة
من سأل العلم للهداية حصَّله

...............................................................................


يقول في هذه العقيدة:
يا سائلي عن مذهـبي وعقيدتي
رزق الهدى من للهداية يسأل
يعني: إذا كنت تسأل للهداية، فأبشر فإن دعوة شيخ الإسلام لك بالهداية يرجى أن تكون مستجابة؛ وذلك لأنه من عباد الله الصالحين، ولا نزكي على الله أحدا، وقد ذكروا في ترجمته أمورا تدل على إجابة دعوته؛ فلذلك يرجى أن من كان قصده الهداية أن يُوفق إذا طلب الهُدى .
وقوله: عن مذهبي يراد به -هاهنا- المذهب في الأصول؛ ليس المذهب في الفروع هو -رحمه الله- مذهبه في الفروع مذهب الإمام أحمد ولكن مع ذلك كان يختار ما يناسب المقام، وما يدل عليه الدليل، ما تقيد بمذهب معين؛ بل خالف المذاهب الأربعة في نحو ست عشرة مسألة جمعها بعض تلاميذه؛ وذلك لأنه بلغ رتبة الاجتهاد وصارت له مكانة .