تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
78847 مشاهدة print word pdf
line-top
تحريف المبتدعة لكلام الله

...............................................................................


ومن التحريف اللفظي، ما ذكر أن بعض المعتزلة جاء إلى أبي عمرو بن العلاء القارئ المشهور أحد القراء السبعة، وقال: أريد أن تقرأ قول الله تعالى: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى اقرأها: وكلم اللَّهَ موسى تكليما، انصب اللهَ حتى يكون موسى هو المكلِّم يعني موسى كلم الله، وتقرأ: مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهَ حتى يكون موسى هو المكلِّم ليس هو المكلَّم، فقال أبو العلاء رحمه الله: هَب أني قرأت ذلك، أو أنت كذلك، فكيف تفعل بقول الله تعالى: وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ هل تقبل أن تحرَّف هذه؟ فسُقِطَ في يد ذلك المعتزلي، وعرف أنه لا يقدر على تحريف كلام الله، وعلى تحريف القرآن، وأنه بهذا يكون قد تجرأ على كلام الله وغيره وغير دلالته.
فهذا يسمونه التأويل، وهو في الحقيقة تحريف لفظي، وأما التحريف المعنوي فما أكثره؛ حيث إنهم كلما جاءتهم من آية فيها دلالة على صفة جعلوها محتملة للتأويل فقالوا: نئولها أي: نحملها على محمل بعيد، فمثل: وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالوا: كلمه يعني: جرَّحه، وكلم الله موسى يعني جرحه؛ لأن الجرح يُسمَّى كَلْما كما في الحديث: ما من مكلوم يكلم في سبيل الله... جرحه بأظافر الحكمة.

line-bottom