تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
65182 مشاهدة print word pdf
line-top
عقيدة السلف في أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم

ص (ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، المطهرات المبرآت من كل سوء، أفضلهن خديجة بنت خويلد وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه، زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم، ومعاوية خال المؤمنين، وكاتب وحي الله، أحد خلفاء المسلمين رضي الله عنهم).


س 59 (أ) ماذا يجب لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم (ب) ولماذا سُمِّينَ بأمهات المؤمنين. (ج) وما معنى مطهرات ومبرآت. (د) وأيهن أفضل. (هـ) وما حكم من قذف عائشة (و) وماذا يقال في معاوية (ز) وما معنى كونه خال المؤمنين؟
ج 59 (أ) يجب الترضي عنهن، وإظهار ما لهن من الفضل والمآثر، ولا شك أن الله ما اصطفى لنبيه إلا أفضل نساء زمانه، ولهذا رضين بالانتماء إليه، حيث وعدهن الله أنهن أفضل من سائر النساء، كقوله تعالى يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ [الأحزاب]، وخيرهن الله بين الدنيا وزينتها، وبين الله ورسوله والدار الآخرة، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة، وعدد من دخل بهن النبي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة، ومات عن تسع.
(ب) وسمين أمهات المؤمنين لقول الله تعالى: النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ [الأحزاب]، أي بمنزلة الأمهات في التوقير والاحترام، وعدم حلهن لأحد بعد الرسول عليه الصلاة والسلام، لا في الخلوة والنظر والمحرمية، لأن الله أمرهن بالحجاب، وإدناء الجلابيب، ونهاهن عن تبرج الجاهلية كغيرهن.
(ج) ومعنى المطهرات طاهرات النفوس والقلوب، البعيدات عن رذائل الأمور، وكذا المبرآت أي من الأدناس والفواحش والميل إليها، وذلك كرامة لنبيه، أن اصطفى له خيرة نساء أهل زمانه.
(د) أما أفضلهن فلا شك أن خديجة وعائشة هما أفضل نسائه عليه الصلاة والسلام، فخديجة أفضل بالسبق والمؤازرة والمواساة، وكونه لم يتزوج عليها، ورزق منها أولادا ونحو ذلك، وعائشة ظهر فضلها بكونه تزوجها بكرا ولم يتزوج بكرا غيرها، وكون الوحي ينزل إليه في بيتها، وكذا بما حفظت عنه من العلم والفقه الذي انتفع به من بعدها.
(هـ) ومن فضل عائشة نزول براءتها في القرآن لما رماها أهل الإفك، فأنزل الله فيها وحيا يتلى، وعلى هذا فمن رماها بما برأها الله منه فهو كافر، مكذب للقرآن، مستحق للإثم والعذاب العظيم، وذلك أنها كغيرها من نسائه قد جعلهن الله زوجات له في الدنيا والآخرة، فلا بد أن تكون كل منهن طاهرة، مبرأة من الفاحشة ونحوها، حماية لفراش نبيه صلى الله عليه وسلم.
(و) وأما معاوية فهو ابن أبي سفيان وهو من أفاضل الصحابة، أسلم مع أبيه، وصار كاتبا للوحي عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم صار من قواد الجيوش في الشام فجاهد وفتح بلادا كثيرة، ولما قتل عثمان طالب بدمه، وقاتل لأجل ذلك، حتى قتل علي ثم بايعه أهل الشام، وبايعه الحسن بن علي واجتمع عليه الأمر، وبقي خليفة للمسلمين، وفيهم بقية الصحابة، ولم يطعن أحد في خلافته ولا في دينه، وله فضل الصحبة، والأمانة لكتابة الوحي، والجهاد، وسائر أعمال الخير مما يمدح به.
(ز) ومعنى كونه خال المؤمنين أنه أخو أم حبيبة أم المؤمنين إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.

line-bottom