الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
50314 مشاهدة
حادثة موسى مع ملك الموت

ص (ومن ذلك أن ملك الموت لما جاء إلى موسى عليه السلام ليقبض روحه، لطمه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه فرد عليه عينه).


س 45 (أ) ما تقول في قصة موسى المذكورة. (ب) وعلى أي شيء يدل هذا الفعل منه؟
ج 45 (أ) هذه القصة رواها البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ردها بعض المعتزلة الذين لم تتحمل عقولهم الإيمان بالغيب، وبقدرة الله، وتقبلها أهل السنة كسائر أمور الغيب.
(ب) قال ابن كثير في التأريخ: استشكله ابن حبان ثم أجاب بما حاصله: أن ملك الموت لما قال له هذا لم يعرفه، لمجيئه له على غير صورة يعرفها موسى عليه السلام، كما جاء جبريل النبي صلى الله عليه وسلم في صورة أعرابي وجاءت الملائكة في صورة شباب، فلم يعرفهم إبراهيم ولا لوط فكذلك موسى لعله لم يعرفه، فلذلك لطمه ففقأ عينه، لأنه دخل داره بغير إذنه، وهذا موافق لشريعتنا، في جواز فقء عين من نظر إليك في دارك بغير إذن ا هـ. ولا شك أنه في المرة الأولى، إنما جاء ابتلاء، وإلا لو قدر الله موته لما قدر على رده.