إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
68863 مشاهدة print word pdf
line-top
صفة المجيء والإتيان

ص (وقوله سبحانه: وَجَاءَ رَبُّكَ [الفجر]، وقوله: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ [البقرة].


س 24 (أ) ما مفاد هاتين الآيتين. (ب) وما قول أهل السنة في مدلولهما. (ج) وما الجواب عن تأويل النفاة؟
ج 24 (أ) يخبر تعالى عن هول القيامة، وأن الأرض تندك دكا، وأنه سبحانه يجيء لفصل القضاء بين عباده، وتنزل الملائكة صفوفا. وفى الآية الأخرى أخبر أن الكفار ما ينتظرون إلا إتيان الله يوم القيامة ليحكم بين الناس.
(ب) وفي الآيتين الدلالة الواضحة على إثبات مجيء الله وإتيانه كما يشاء يوم القيامة وأنه الذي يتولى الحكم بين عباده ؛ فأهل السنة يقرون بما تضمنته هذه الآيات، ونحوها من الأحاديث، ويقولون: إنه تعالى يجيء مجيئا حقيقيا كما هو المفهوم من النصوص، إلا أنهم يتوقفون عن الكيفية، ويعتقدون أنه تعالى لا يشبه بشيء من خصائص الخلق.
(ج) وأنكر ذلك الجهمية، والأشعرية ونحوهم، لأنه بزعمهم من خصائص المحدثات والمركبات ؛ وتأولوا الآيات ونحوها بأن المراد: يجيء أمره. ونحو ذلك، وهو تأويل بعيد، يفتح لكل ملحد باب التقديرات في القرآن، ليصرفه عن المفهوم المتبادر إلى العقل من معناه، والقرآن ظاهر المعنى لكل مؤمن سليم الفطرة، ولو كان المراد أمره لصح نفي حكم الله بين العباد، والقول بأن الحكم من غيره، وهو باطل .

line-bottom