إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
68909 مشاهدة print word pdf
line-top
قول الإمام مالك في الاستواء

ص (سئل مالك بن أنس الإمام رضي الله عنه فقيل: يا أبا عبد الله الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى كيف استوى؟ فقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. ثم أمر بالرجل فأخرج).


س 31 (أ) ما مراد هذا السائل. (ب) وما معنى جواب مالك (ج) ولماذا جعله مبتدعا. (د) وبين دلالة هذا الجواب.
ج 31 (أ) أراد هذا السائل البحث عن كيفية الاستواء هل هي معلومة وهل هي كاستواء المخلوق أم لا؟.
(ب) قوله: الاستواء معلوم. أي مفهوم لكل عربي، فإنه إذا عدي بعلى- كما هنا- أفاد العلو والارتفاع، كقوله تعالى فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ وقوله لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ أي تعلوها، وتستقروا فوقها، فالاستواء معلوم، يفسر، ويترجم من لغة إلى لغة؟ وأما الكيفية فمجهولة للبشر، لقصور علمهم عن الإحاطة بالله وصفاته؟ وقوله: والإيمان به واجب. أي يلزم التصديق به، واعتقاده حقا، حيث ثبت بالدليل، وتواردت عليه الآيات.
(ج) وأما السؤال عن الكيفية فبدعة، لم يُؤْثر عن السلف وعلماء الأمة، وإنما كانوا يقرؤون الآيات، ويقرونها على ما هي عليه، ولا يتقعرون وراء ذلك.
(د) وهذا الجواب عظيم القدر، وقد روي قريب منه عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك وروي أيضا عن أم سلمة رضي الله عنها موقوفا عليها، وروي عنها مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه الإقرار بأن الاستواء مفهوم، وأن له كيفية، وتلك الكيفية مجهولة. ولو كان الإمام مالك رحمه الله ينكر الاستواء لما قال إنه معلوم، ولما كان له كيفية يحتاج إلى السؤال عنها.

line-bottom