التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
الكلام في البعث
ص (والبعث بعد الموت حق، وذلك حين ينفخ إسرافيل اسم> عليه السلام في الصور، رسم> فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ قرآن> رسم> [يس: 51]. آية> ويحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا بهما، فيقفون في موقف القيامة، حتى يشفع فيهم نبينا محمد اسم> صلى الله عليه وسلم).
س 48 (أ) ما تقول في البعث بعد الموت رأس> ؟ (ب) ولماذا يكون؟ (ج) وما الصور؟ (د) وما صفة النفخ فيه؟ (هـ) وما اسم الذي ينفخ فيه؟ (و) وما صفة البعث؟ (ز) وما الأجداث؟ (ح) وكيف يحشرون؟ (ط) وما معنى غرلا بهما؟ (ي) وما الحكمة في ذلك؟ (ك) وما مدة وقوفهم؟
ج 48 (أ) نؤمن بأن الله يبعث الخلق فيحييهم بعد فنائهم، وتفرق أجزائهم، ويعيدهم خلقا جديدا، ويجمعهم في موقف القيامة، والأدلة على البعث في القرآن كثيرة، ولما كان المشركون يستبعدون ذلك احتج لذلك ببدء خلقهم، فإن الإعادة أهون، والكل هين على الله، وبإحياء الأرض بعد موتها، وبخلق السماوات والأرض مع عظمتهما، وبقدرته تعالى وعدم خروج شيء عن إرادته الكونية، وأنه إنما يقول للشيء كن فيكون، وأدلة ذلك كثيرة في القرآن، وكذلك ذكر اليوم الآخر وهول المطلع، مستوفى في الكتاب والسنة.
(ب) وقد ذكر تعالى أنه يبعث الخلق ليجازيهم بأعمالهم التي عملوها في الدنيا خيرها وشرها، وليقتص من الظالم للمظلوم.
(ج) وبين يدي ذلك النفخ في الصور رأس> وهو قرن عظيم، روي أن عظم دارة فيه كعرض السماوات والأرض.
(د) وأما صفة النفخ فهي غير معروفة للبشر، لكن ذكر في الحديث أن الأولى تكون طويلة ممدودة، وذكر أن النفخات ثلاث:
1 - نفخة الفزع قال تعالى رسم> وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ قرآن> رسم> [النمل: 87]، آية> والفزع الخوف الشديد الذي يسبب الهرب ونحوه، بحيث يموج بعضهم في بعض رسم> تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ قرآن> رسم> [الحج: 2].
2- نفخة الصعق قال تعالى رسم> وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ قرآن> رسم> [الزمر: 68]، آية> أي ماتوا.
3- نفخة البعث قال تعالى رسم> ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ قرآن> رسم> [الزمر: 68]، آية> فتخرج الأرواح إلى أجسادها.
(هـ) والملك الذي يتولى النفخ فيه هو إسرافيل اسم> عليه السلام، فهو الموكل بالنفخ في الصور.
(و) وصفة البعث غير معلومة لنا، لعدم المشاهدة، والله تعالى لا يعجزه شيء، وقد روي في بعض الأحاديث أن الله ينزل مطرا غزيرا تنبت منه الأجساد، وتتجمع أشلاؤها، ثم ترسل إليها الأرواح بعد النفخة الثالثة، ثم تشق عنهم الأرض فيخرجون رسم> مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ قرآن> رسم> [يس: 51]، آية> أي يسرعون.
(ز) والأجداث القبور والأماكن التي جمع فيها خلقهم.
(ح) وأما صفة الحشر رأس> ففي الصحيحين عن ابن عباس اسم> أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رسم> إنكم محشورون حفاة عراة غرلا رسم> كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ قرآن> رسم> وإن أول من يكسى إبراهيم اسم> متن_ح> رسم> وفيهما عن رسم> عائشة اسم> قالت: يا رسول الله ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال: الأمر أعظم من أن يهمهم ذلك رسم> لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ قرآن> رسم> متن_ح> رسم> وقد قال تعالى رسم> خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِي يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ قرآن> رسم> [القمر: 7 - 8]. آية>
(ط) (الغرل) غير المختونين، فالغرلة القلفة، وتقدم معنى (البهم).
(ي) والحكمة في كونهم غرلا ليكمل خلقهم، قال تعالى رسم> كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ قرآن> رسم> [الأعراف: 29]. آية>
(ك) وأما وقوفهم، فقال تعالى: رسم> يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ قرآن> رسم> [المطففين: 6]، آية> وذكر في القرآن طول ذلك اليوم، وأن مقداره كألف سنة، وفي آية أخرى خمسين ألف سنة، وورد في بعض الآثار أن المؤمنين لا يحسون بطوله، وكثرت الأدلة على شدة الهول، وفظاعة ذلك اليوم، نسأل الله العافية.
مسألة>