الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
49522 مشاهدة
(الكلام في الميزان)

ص (والميزان له كفتان ولسان، توزن به الأعمال، فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ [المؤمنون: 102 - 103].


س 50 (أ) ما تقول في الميزان؟ (ب) وماذا يوزن به؟ (ج) وما سبب خفته وثقله؟
ج 50 (أ) نعتقد أن الميزان حق كما أخبر الله، وأنه حقيقي له كفتان ولسان ويخف ويثقل، ولكن لا يعلم كيفيته إلا الله، والحكمة فيه إظهار العدل ونفي الظلم، ولا التفات إلى من أنكره من المبتدعة، أو من تأوله بالعدل بمعنى أنه يعدل بين الخلق، ونحو ذلك مما هو تحريف للكلم عن مواضعه.
(ب) وأما الموزون فقيل: 1- توزن الأعمال وإن كانت أعراضا، فالله قادر على جعلها أجساما كما ذكر أن الصلاة تصعد ولها نور أو ظلمة، وأن القرآن يجادل يوم القيامة عن حامله، ونحو ذلك وقيل: 2- توزن الصحف التي كتبت فيها الأعمال، كما في حديث صاحب البطاقة والسجلات، وقيل: 3- يوزن العامل نفسه، كما في الحديث أنه يؤتى بالرجل العظيم السمين لا يزن عند الله جناح بعوضة، ثم قرأ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا .
(ج) وأما خفته وثقله، فإنما هو بحسب صالح الأعمال أو سيئها، وبحسب الإخلاص وعدمه.