التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
(فصل في حق الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه)
ص ( ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين رأس> وسيد المرسلين، لا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته، ويشهد بنبوته، ولا يقضى بين الناس في يوم القيامة إلا بشفاعته، ولا يدخل الجنة أمة إلا بعد دخول أمته، صاحب لواء الحمد، والمقام المحمود والحوض المورود وهو إمام النبيين، وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم).
س 54 (أ) ما تقول في رسالة محمد اسم> صلى الله عليه وسلم. (ب) وما معنى كونه خاتم النبيين مع الدليل؟ (ج) وما سيادته المرسلين. (د) واذكر بعض فضائله. (هـ) وما لواء الحمد والمقام المحمود.
سؤال> ج 54 (أ) نشهد أن محمدا اسم> رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق إلى كافة الناس، وفضله بعموم الرسالة وخلودها، وهدى به من الضلالة وفتح به أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وترك الأمة على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
(ب) وهو خاتم النبيين أي آخرهم، وشريعته آخر الشرائع- قال تعالى: رسم> وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ قرآن> رسم> [الأحزاب: 40]. آية> وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم- عد من أسمائه المقفي والعاقب وفسره بأنه الذي ليس بعده نبي وفي حديث ثوبان اسم> الطويل قال رسم> وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي متن_ح> رسم> .
(ج) وأما سيادته المرسلين، فظهرت ليلة الإسراء والمعراج بتقدمه إماما عليهم، وعلوه فوق جميعهم مقاما، إلى سدرة المنتهى، وإلى حيث شاء الله. وتظهر سيادته أيضا يوم القيامة، عندما يتأخر أكابر الرسل عن الشفاعة، حتى تنتهي إليه صلى الله عليه وسلم فيقول رسم> أنا لها أنا لها رسم> .
(د) وأما فضائله صلى الله عليه وسلم، فأكثر من أن يحاط بها، فهو أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، وأول شافع وأول مشفع، وأول من يستفتح باب الجنة، وله المقام المحمود، والحوض المورود، وهو أكثر الأنبياء واردا، وقد شرح الله له صدره، ووضع عنه وزره، ورفع له ذكره، وهو وأمته أول من يجوز الصراط، وله الوسيلة وهي درجة في الجنة، إلى غير ذلك من مقاماته العلية.
(هـ) وأما لواء الحمد، فهو اللواء المعقود له يوم القيامة. وقد روى الترمذي اسم> وحسنه عن أنس اسم> أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رسم> أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا، وأنا خطيبهم إذا وفدوا، وإنا مبشرهم إذا يئسوا، لواء الحمد يومئذ بيدي، وأنا أكرم على ربي ولا فخر. متن_ح> رسم> .
وروى أيضا عن أبي بن كعب اسم> عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رسم> إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين، وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم، غير فخر متن_ح> رسم> وروى الترمذي اسم> أيضا وحسنه عن أبي سعيد الخدري اسم> قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رسم> أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم اسم> فمن سواه إلا تحت لوائي متن_ح> رسم> الحديث.
وأما المقام المحمود فقد قال تعالى: رسم> عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا قرآن> رسم> [ الإسراء: 79]، آية> وفسر هذا المقام بأنه الشفاعة العظمى التي يحمده بها الأولون والآخرون.
مسألة>