التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
(فصل في أن القرآن كلام الله حقيقة)
ص (ومن كلام الله تعالى: القرآن العظيم، وهو كتاب الله المبين، وحبله المتين، وتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على قلب سيد المرسلين؟ بلسان عربي مبين، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود).
س 34 (أ) ما تقول في القرآن. (ب) وما حبل الله المتين. (ج) وكيف نزل به الروح الأمين. (د) وما حكم القول بأنه مخلوق. (هـ) وما معنى قوله: منه بدأ وإليه يعود؟
سؤال> ج 34 (أ) اتفق السلف والأئمة على أن القرآن كلام الله حقيقة رأس> حروفه ومعانيه، تكلم به كما شاء، وكذا التوراة والإنجيل وسائر كتبه، قال الله تعالى رسم> فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ قرآن> رسم> [التوبة]- وقال رسم> يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قرآن> رسم> [الفتح]- وقال النبي صلى الله عليه وسلم: رسم> من يجيرني حتى أبلغ كلام ربي متن_ح> رسم> رواه أبو داود اسم> بمعناه، حديث> وليس لكلام الله نهاية، قال تعالى: رسم> قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي قرآن> رسم> [الكهف].
(ب) (وهو كتاب الله المبين، وحبله المتين) هذه من أسماء هذا القرآن، كما سماه الله بالكتاب، والفرقان، والذكر الحكيم، وغيرها، ومعنى كونه كتاب الله، أنه كتب بأمره، حيث جرى به القلم في اللوح المحفوظ، ثم كتب في المصاحف التي بين أيدينا، وسماه مبينا لأنه بين ووضح فيه الأحكام وغيرها، قال تعالى رسم> وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ قرآن> رسم> [النحل]- وروي في حديث عن الحارث الأعور اسم> عن علي اسم> رضي الله عنه مرفوعا تسميته بحبل الله، وهو تشبيه له بالحبل الذي يتعلق به من يريد الرقي من أسفل إلى أعلى، وكلما كان الحبل متينا قويا، كان أثبت له، وآمن أن ينقطع بمن تمسك به، وقد أمرنا بالتمسك بتعاليم هذا القرآن، قال تعالى رسم> وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا قرآن> رسم> [آل عمران]- أي بدينه وشرعه المتلقى عن الكتاب والسنة.
(ج) وقد ذكر الله إنزال هذا القرآن منه، قال تعالى رسم> تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ قرآن> رسم> [فصلت]- وقال: رسم> مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ قرآن> رسم> [الأنعام]- وكذا آية الشعراء المذكور معناها في المتن وهي قوله: رسم> وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ قرآن> رسم> أي هو تنزيل من الله، نزل بواسطة الروح الأمين، وهو ملك الوحي جبريل اسم> عليه السلام، المأمون على وحي الله، أنزله على قلب سيد المرسلين، بأن قرأه وهو يسمع ويعقل حتى ثبت في قلبه.
(د) وذهبت المعتزلة إلى أن القرآن مخلوق، خلقه الله في اللوح المحفوظ أو غيره، وأخذه جبريل اسم> نقلا من ذلك. وهذا يعتبر تكذيبا لله ورسوله كما في النصوص السابقة، وهو خلاف ما عليه الصحابة والسلف الصالح، وقد تشعبت مذاهب المبتدعة في القرآن، ولهم أقوال لا دليل عليها، ولا طائل تحتها.
(هـ) أما قوله: منه بدأ وإليه يعود. فالمعنى أنه الذي تكلم به ابتداء، وإليه يرجع في آخر الدنيا، حيث يسرى عليه فينسخ من الصدور، ويمحى من المصاحف، ورفعه من أشراط الساعة، عندما يعرض عن العمل به.
مسألة>