شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
تابع لمعة الاعتقاد
58006 مشاهدة
قول الإمام الشافعي في هذا الباب

...............................................................................


ثم نقل -أيضا عن الشافعي رحمه الله أنه قال: آمنت بالله، وبما جاء عن الله، على مراد الله. وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله، على مراد رسول الله.
والإيمان -هاهنا: التصديق الجازم. يعني: أنني أصدق وأعتقد بكل ما بلغنا عن كلام الله تعالى؛ سواء أدركته عقولنا أو لم تدركه. فنقول: هو على مراد الله؛ الله تعالى أخبرنا بالأمور الغيبية؛ وإن لم تدركها عقولنا.
فنقول: نصدق بها على مراد الله تعالى، الإيمان بالغيب، والإيمان بالمخلوقات، لا نعلم كيفيتهم؛ ولكن نقول: على مراد الله تعالى.
وكذلك ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم نصدق به، ونقول: هو على مراد النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا من الشافعي إجمال؛ مع أن الشافعي رحمه الله كسائر الأئمة؛ يثبتون الأسماء والصفات، ويثبتون معانيها ودلالاتها .
كذلك أيضا يقول: على هذا درج السلف -يعني مشى سلف الأمة عبر القرون المفضلة وأئمة الخلف -يعني الذين خلفوهم من الأئمة المقتدى بهم رضي الله عنهم، كلهم متفقون على الإقرار -يعني الاعتراف بأسماء الله وبصفاته، وإمرارها، يقولون: أمروها كما جاءت بلا كيف -أي لا تكيفوها، وأمروها، واعتقدوا مدلولها، والإثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله تعالى، وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ولا يتعرضون لتأويله: والتأويل: هو صرف اللفظ عن ظاهره. التأويل الذي سلكه هؤلاء المؤولون: صرف اللفظ عن ظاهره.