إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
تابع لمعة الاعتقاد
71844 مشاهدة print word pdf
line-top
رد أهل السنة على المعتزلة في القول بخلق القرآن

...............................................................................


وقد ناقش أهل السنة، ناقشوا أدلة المعتزلة في القول: بأنه مخلوق. ومنهم: ابن أبي العز شارح الطحاوية، أورد شبهاتهم، ومنها قولهم: إن الله يقول: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ والقرآن شيء، فيكون مخلوقا. فبين أنه مع هذا العموم مخصوص، مخصوص بذات الله تعالى، فإن الله شيء، وصفاته شيء، فلا تدخل في هذا العموم.
ومنها قولهم: إن الله ذكر أنه محدث: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ والإحداث: هو الخلق. وهذا خطأ، فإن الإحداث: التجدد يعني ما يأتيهم من كلام ربهم إلا جديد، كلام جديد إلا قالوا كذا وكذا. فالإحداث بمعنى الحدوث وهو التجدد.
ومنها: استدلالهم بالجعل في قوله: إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا وقالوا: الجعل: هو الخلق. وهذا أيضا خطأ، فإن الجعل بمعنى: التصيير أي صيرناه قرآنا.
من أكابر المعتزلة، ومن مشاهيرهم: الزمخشري صاحب الكشاف التفسير المشهور، ذكروا أنه لما ألفه ابتدأه بقول: الحمد لله الذي خلق القرآن. ثم قال له بعض تلاميذه: أنه بذلك ينفر منه الناس. فغيره، وجعله: الحمد لله الذي جعل القرآن.
الجعل عندهم بمعنى: الخلق. ثم إن بعض النساخ غيروا كلمة جعل، وبدلوها بأنزل، وهي تغيير من النساخ؛ لا أنها هي الأصل.
فالزمخشري من رؤساء المعتزلة، صاحب هذا الكتاب الذي يغالي فيه كثير من الناس، والذي قال فيه بعض العلماء: لأن لم تداركه من الله رحمة ليرين للكافرين مرافقا.

line-bottom