تفسير آيات الأحكام من سورة النور
الاستئذان ثلاثا
...............................................................................
وثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: رسم> إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فلينصرف متن_ح> رسم> وفعل ذلك أبو موسى اسم> مع عمر اسم> ؛ طرق مرة عليه الباب وكان عمر اسم> منشغلا وعنده بعض الصحابة؛ فسمع صوت أبي موسى. اسم> أبو موسى اسم> طرق الباب فقال: السلام عليكم أأدخل؟ ثم قاله مرة ثانية ثم ثالثة، وعمر اسم> كأنه منشغل، ثم رجع أبو موسى اسم> فلما انتبه عمر اسم> قال: ألم أسمع قول أو صوت عبد الله بن قيس اسم> ؛ يعني أبا موسى اسم> ؛ فخرجوا فإذا هو قد رجع؛ أرسل إليه، فسأله لماذا رجعت؟ فأخبره بأن النبي صلى الله عليه وسلم علم أصحابه الاستئذان، وقال: رسم> إذا استأذن أحدكم ثلاث مرات ولم يؤذن له فليرجع متن_ح> رسم> .
عمر اسم> رضي الله عنه كأنه ما سمع بهذا الحديث فاستغربه، وقال لأبي موسى اسم> لتأتيني بمن يشهد معك أو لأعاقبنك؛ ففزع أبو موسى اسم> إلى مجلس أو حلقة من الأنصار؛ فسألهم وقال لهم: هل منكم أحد سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: رسم> إذا استأذن أحدكم على أهل دار ثلاث مرات ولم يؤذن له فليرجع متن_ح> رسم> ؟ فقال أهل ذلك المجلس: كلنا قد سمعه لا يقوم معك إلا أصغرنا، قم يا أبا سعيد اسم> .
فقام أبو سعيد اسم> وجاء وأخبر عمر اسم> بأنه سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال عمر اسم> رضي الله عنه: كيف فاتتني هذه السنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم؟ شغلني عنها الصفق في الأسواق؛ يعني فاتته لأنه كان يشتغل بالتجارة، ففاتته هذه السنة وأسف عليها.
ولا شك أن هذا لحكمة عظيمة؛ وذلك لأنه إذا طرق الباب للمرة الأولى فقد لا يميزونه أو قد يكونون منشغلين، ثم إذا تكلم وطرقه للمرة الثانية فقد لا يجيبونه حيث أنهم يستعدون ويخفون ما كان عندهم مما يريدون إخفاءه، قد يكون بينهم من لا يحبون أن يبرز إليه، ففي أو فبعد المرة الثالثة يكونون قد انتبهوا؛ فيأذنون له، فإذا طرق وتكلم في المرة الثالثة ولم يؤذن له؛ عرف أنهم لا يريدون دخوله عليهم، وأنهم ما أجابوه لكراهتهم له أو لانشغالهم أو ما أشبه ذلك، فعند ذلك ينصرف.
مسألة>