القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
تفسير آيات الأحكام من سورة النور
53334 مشاهدة
نقاب المرأة

...............................................................................


كذلك أيضا في هذه الأزمنة يتخذ بعض النساء ما يسمى بالنقاب وتلبسه على وجهها؛ ولكن يكون فيه فتنة؛ حيث أنها توسع الفتحات حتى تظهر الحاجبان ويظهر الحاجز بينهما، ويظهر الأنف ليس عليه إلا سلك دقيق وتظهر الوجنة ومحاجر العين كلها، وقد تكون مكتحلة متجملة وذلك؛ بلا شك مما يلفت النظر إليها ويسبب الفتنة.
كان النقاب موجودا في العهد النبوي، ونهيت عنه المحرمة، وكان ذلك النقاب سترا يستر الوجه كله وإنما فيه فتحتان صغيرتان بقدر سواد العين أي: بقدر رأس الإصبع فلا يظهر شئ من الوجه أصلا إلا سواد العين فقط؛ فهذا تلبسه النساء لأنه ليس فيه فتنة.
فأما هذا النقاب الجديد فلا شك أنه أشد من كشف كثير منهن لوجوههن؛ فلذلك نرى أنه من جملة الفتنة فلا تلبسه على هذه الهيئة.
الصحابة ومنهم ابن عباس فسروا قول الله تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ بأن الخمار: هو لباس صفيق غليظ يستر الوجه ولا يرى من الوجه شيء أبدا. قالوا: إذا احتاجت إلى النظر فإنها تبدي عينا واحدة أي: تستر الوجه وتجعل أمام عين واحدة فتحة تنظر إليها الطريق حتى لا يظهر شيء من بدنها، هكذا ذكر في التفسير، في تفسير ابن جرير وابن كثير والبغوي وغيرهم عند هذه الآية: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ أنها تضرب بخمارها، وتستر وجهها، وتبدي عينا واحدة إذا كان ذلك الحجاب غليظا.
يوجد في هذه الأزمنة الستر فيه شيء من الرقة يمنع الناظرين أن ينظروا إلى بشرة الوجه؛ ولكن تجعل أمام العين أو أمام العينين طبقة خفيفة يخرقها بصرها ولا يبصر الناس عينيها، ولا ينظرون إلى شيء من جسدها ففي هذه الحال تكون قد سترت وجهها، واستطاعت أن تنظر من وراء تلك الطبقة الخفيفة، وبقية الوجه تجعل عليه سترا غليظا أو طبقتين كل ذلك من الحفاظ على ستر المرأة نفسها حتى لا يبدو شيء منها مما يكون فتنة.