إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
shape
تفسير آيات الأحكام من سورة النور
71558 مشاهدة print word pdf
line-top
البيوت التي لا يستأذن فيها

...............................................................................


ثم قال تعالى: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ إذا كان هناك دار لك فيها متاع، لك فيها مال قد أودعته فيها؛ طعام أو أثاث أو فرش أو أواني، وهي ليس فيها ساكن، كما لو أعطاك صاحبها مفاتيحها وقال: ضع في داري متاعك، تضع فيها أكياسا لك أو فرشا أو أواني، ثم يكون معك مفتاحه ولو كانت ملكا لغيرك: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ ليس فيها أحد من أهلها ذكور ولا إناث صغار ولا كبار.
فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ ؛ يعني وديعة أودعتموها، وضعتتم ذلك فيها للحفظ؛ فيجوز لصاحب المتاع أن يدخلها، ولو لم يكن صاحبها ليأخذ متاعه، أو ليزيده أو ليأخذ بعضا منه أو ما أشبه ذلك.
وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ؛ يعني يهدد من يكون دخوله تلصصا أو اختلاسا أو لنهب أو لاهتبال غفلة أو ما أشبه ذلك فهذا وعيد: وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ ؛ أي ما تظهرون وما تخفون تكتمون من أسراركم؛ فراقبوه فإنه عليم بكم.

line-bottom