قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
تفسير آيات الأحكام من سورة النور
71602 مشاهدة print word pdf
line-top
البيوت التي لا يستأذن فيها

...............................................................................


ثم قال تعالى: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ إذا كان هناك دار لك فيها متاع، لك فيها مال قد أودعته فيها؛ طعام أو أثاث أو فرش أو أواني، وهي ليس فيها ساكن، كما لو أعطاك صاحبها مفاتيحها وقال: ضع في داري متاعك، تضع فيها أكياسا لك أو فرشا أو أواني، ثم يكون معك مفتاحه ولو كانت ملكا لغيرك: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ ليس فيها أحد من أهلها ذكور ولا إناث صغار ولا كبار.
فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ ؛ يعني وديعة أودعتموها، وضعتتم ذلك فيها للحفظ؛ فيجوز لصاحب المتاع أن يدخلها، ولو لم يكن صاحبها ليأخذ متاعه، أو ليزيده أو ليأخذ بعضا منه أو ما أشبه ذلك.
وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ ؛ يعني يهدد من يكون دخوله تلصصا أو اختلاسا أو لنهب أو لاهتبال غفلة أو ما أشبه ذلك فهذا وعيد: وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ ؛ أي ما تظهرون وما تخفون تكتمون من أسراركم؛ فراقبوه فإنه عليم بكم.

line-bottom