شرح كتاب العظمة المجموعة الثالثة
بيان قول الله تعالى: رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال رحمه الله تعالى: قال: أخبرنا أبو يعلى الموصلي اسم> قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني اسم> قال: حدثنا يعقوب القمي اسم> قال: حدثنا جعفر اسم> عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى اسم> -رضي الله عنه- في قوله عز وجل: رسم> رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ قرآن> رسم> قال: مشارق الصيف مشرقان، ومغارب الشتاء مغربان، تجري فيهما الشمس ستين وثلاثمائة يوم في ستين وثلاثمائة برج، لكل برج مطلع، لا تطلع يومين من مكان واحد، وفي المغرب ستون وثلاثمائة برج، ولا تغيب يومين في برج واحد.
قال: حدثنا أبو يعلى اسم> قال: حدثنا أبو الربيع اسم> قال: حدثنا أبو معشر اسم> عن محمد بن كعب اسم> في قوله تعالى: رسم> رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ قرآن> رسم> قال: مغرب للشتاء ومغرب للصيف، ومشرق للشتاء ومشرق للصيف.
قال: حدثنا أبو يعلى اسم> قال: حدثنا أبو الربيع اسم> قال: حدثنا إسماعيل ابن عُلَيَّة اسم> قال: حدثنا عمارة بن أبي حفصة اسم> عن عكرمة اسم> قال: قال ابن عباس اسم> رضي الله عنهما: إن الشمس كل سنة في ثلاثمائة وستين كوة، تطلع كل يوم في كوة فلا ترجع إلى تلك الكوة إلى ذلك اليوم من العام المقبل، ولا تطلع إلا وهي كارهة، تقول: رب لا تطلعني على عبادك، فإني أراهم يعصونك يعملون بمعاصيك، أراهم.. أراهم ! وقال: ألم تسمع إلى ما قاله أمية بن الصلت اسم> قال: حتى تجر وتجلد. فقلت: يا مولاه تجلد الشمس؟! قال: عضضت بهن أبيك! إنما اضطره الروي إلى الجلد.
قال: أخبرني محمد ابن المصاحفي اسم> قال: حدثنا ابن البراء اسم> قال: حدثنا عبد المنعم بن إدريس اسم> عن أبيه، عن وهب اسم> عن سلمان اسم> رضي الله عنه، قال: خلق الله عز وجل الشمس من نور عرشه، وكتب في وجهها: إني أنا الله لا إله إلا أنا، صغت الشمس بقدرتي، وأجريتها بأمري، وكتب في بطنها: أنا الله لا إله إلا أنا، رضائي كلام، وغضبي كلام، ورحمتي كلام، وعذابي كلام. وخلق القمر من نور حجابه الذي يليه، ثم كتب في وجهه: إني أنا الله لا إله إلا أنا، صغت القمر، وخلقت الظلمات والنور، فالظلمة ضلالة، والنور هداي، أضل من شئت وأهدي من شئت، وكتب في بطنه: إني أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخير والشر بقدرتي وعزتي أبتلي بهما من شئت من خلقي.
قال: حدثنا ابن جعفر الحمال اسم> قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن اسم> قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر اسم> عن أبيه عن الربيع اسم> رحمه الله تعالى في قوله: رسم> وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا قرآن> رسم> قال: الشمس والقمر في حسبان، فإذا خلت أيامهما فذلك آخر الدهر، وأول الفزع الأكبر.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: أخبرنا أبو العباس الحسين بن علي اسم> قال: قال قرئ علي عامر اسم> عن أسباط اسم> عن السدي اسم> رسم> وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا قرآن> رسم> يقول: بحساب.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا محمد بن النصر اسم> قال: حدثنا بكر اسم> قال: حدثنا قيس اسم> عن الأعمش اسم> عن مسلم البطين اسم> عن سعيد بن جبير اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما في قوله: رسم> كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ قرآن> رسم> قال تدور السماء في أبوابها كما تدور الفلكة بالمغزل.
قال: حدثنا إسحاق بن أحمد الفارسي اسم> قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن الحسن بن مختار اسم> قال: حدثنا جعفر اسم> عن عون اسم> عن سفيان اسم> عن إسماعيل اسم> عن أبي مالك اسم> رحمه الله: رسم> الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ قرآن> رسم> قال بحساب ومنازل.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا علي بن الحسين اسم> قال: حدثنا الحسن بن سهل الجعفري اسم> قال: وحدثنا عبدة بن سليمان اسم> قال: حدثنا موسى بن المسيب الثقفي اسم> عن إبراهيم التيمي اسم> عن أبيه عن أبي ذر اسم> رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> يا أبا ذر، قلت: لبيك يا رسول الله، وأنا فداؤك، قال: تدري أين تذهب هذه إذا برزت عنك؟ فنظر إلى الشمس، قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإنها تذهب حتى تأتي مستقرها عند العرش، فتخر ساجدة للرحمن عز وجل، فلا تزال كذلك حتى يؤذن لها متن_ح> رسم> .
قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق اسم> قال: حدثنا مؤمل بن هشام اسم> قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم اسم> قال: حدثنا يونس بن عبيد اسم> عن إبراهيم التيمي اسم> عن أبيه عن أبي ذر اسم> رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له: رسم> تدري أين تذهب هذه الشمس؟ تجري لمستقر لها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارجعي من حيث جئتِ، فتصبح طالعة من مطلعها لا ينكر الناس منها شيئا، حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة، فيقال لها: اطلعي من مغربك، فتطلع من مغربها، أتدري أي يوم ذلك؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: يوم لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا متن_ح> رسم> .
قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق اسم> قال: حدثنا محمد بن معمر اسم> قال: حدثنا روح اسم> عن حماد بن سلمة اسم> عن يونس بن عبيد اسم> عن إبراهيم التيمي اسم> عن أبي ذر اسم> رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحوه.
قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن عمرو اسم> قال: حدثنا محمد بن المؤمل بن الصباح اسم> قال: حدثنا الحكم بن مروان اسم> قال: حدثنا أبو مريم اسم> - يعني: عبد الغفار بن القاسم اسم> عن هارون بن سعيد اسم> عن إبراهيم التيمي اسم> عن أبيه عن أبي ذر اسم> رضي الله عنه قال: رسم> كنت في المسجد عند غروب الشمس، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش عند ربنا عز وجل، فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها، حتى تشفع وتطلب، فإذا طال عليها قيل لها: اطلعي مكانك، فذلك قول الله عز وجل: رسم> وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ قرآن> رسم> متن_ح> رسم> .
قال: حدثنا أحمد بن عمرو اسم> قال: حدثنا عمرو بن علي اسم> قال: حدثنا يزيد بن هارون اسم> قال: أخبرنا سفيان بن حسين اسم> عن الحكم بن عتيبة اسم> عن إبراهيم التيمي اسم> عن أبيه عن أبي ذر اسم> رضي الله عنه قال: رسم> كنت ردف النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو على حمار والشمس عند غروبها متن_ح> رسم> فذكر نحوه.
قال: حدثنا أحمد بن عمرو اسم> قال: حدثنا عمرو بن علي اسم> قال: حدثنا أبو معاوية اسم> عن الأعمش اسم> عن إبراهيم التيمي اسم> عن أبيه عن أبي ذر اسم> رضي الله عنه قال: رسم> كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في المسجد حين وجبت الشمس، فقال: يا أبا ذر! تدري أين تذهب الشمس؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإنها تذهب حتى تسجد فتستأذن ربها عز وجل في الرجوع، فيؤذن لها، وكأنها قد قيل لها: ارجعي من حيث جئت، فترجع إلى مغربها، وذلك قوله عز وجل: رسم> وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا قرآن> رسم> متن_ح> رسم> .
قال: حدثنا إبراهيم بن متويه اسم> قال: حدثنا يوسف القطان اسم> قال: حدثنا جرير اسم> عن الأعمش اسم> عن إبراهيم التيمي اسم> عن أبيه عن أبي ذر اسم> رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم> رسم> وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا قرآن> رسم> قال: المستقر منتهاها متن_ح> رسم> .
قال: حدثنا إبراهيم اسم> قال: حدثنا عمرو الأودي اسم> ويوسف القطان اسم> قال: حدثنا وكيع اسم> عن الأعمش اسم> عن إبراهيم التيمي اسم> عن أبيه عن أبي ذر اسم> رضي الله عنه: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، فقال: رسم> مستقرها تحت العرش متن_ح> رسم> .
قال: حدثنا إبراهيم اسم> قال: حدثنا يوسف اسم> قال: حدثنا عمرو اسم> عن سعيد اسم> عن قتادة اسم> رحمه الله تعالى: رسم> وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا قرآن> رسم> وقت واحد لا تعدوه.
قال: حدثنا محمد بن الحسين الطبركي اسم> قال: حدثنا أبو غسان زنيج اسم> قال: حدثنا جرير اسم> عن الأعمش اسم> عن أبي الضحى اسم> عن مسروق اسم> عن عبد الله اسم> رضي الله عنه في قوله: رسم> يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا قرآن> رسم> قال: طلوع الشمس من مغربها مع القمر كالبعيرين المقترنين، ثم قرأ هذه الآية: رسم> وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ قرآن> رسم> .
قال: حدثنا جعفر بن أحمد اسم> قال: حدثنا ابن أبي زياد اسم> قال: حدثنا سيار اسم> قال: حدثنا الحارث بن نبهان اسم> قال: حدثنا عطاء بن السائب اسم> عن ميسرة اسم> -رحمه الله تعالى- قال: بلغنا أن الشمس إذا غربت صلت، والقمر والكواكب والليل والنهار والملائكة، فإذا كان ليلة القيامة قيل للشمس: لا تبرحي، والقمر والليل والنهار والكواكب والملائكة، فيرون أن قد حضر من أهل الأرض هلاك، فيضاعفون في العبادة، وتخلط أهل الأرض بعضهم ببعض جنهم وإنسهم، وتذوب الجبال كما يذوب القار في اليوم الحار، وتغربل الأرض كما يغربل الغربال، فيخرجون ولا يهتدون أن يرجعوا، ولا يرون شمسا ولا أرضا ولا كوكبا ولا جبلا ولا عَلَما، فيقول بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى أقطار الأرض، وذلك قول الله عز وجل: رسم> يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ قرآن> رسم> .
قال: حدثنا أحمد بن محمد بن شريح اسم> قال: حدثنا محمد بن رافع اسم> قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم اسم> قال حدثني عبد الصمد اسم> قال سمعت وهبا اسم> رحمه الله تعالى يقول: إذا كان آخر يوم من الدنيا طلعت الشمس وسدت أبواب مطالعها، ثم غربت يومئذ حتى تبلغ مطلعها يوم الآخر من مسيرها فلا تجد مخرجا، فتحيص حول الأبواب، لأنها مأمورة بالسير فلا تجد مخرجا، فترجع في إثرها، فيستنكر الناس طول تلك الليلة، فمنهم من يصلي ويفزع، ومنهم من يعود إلى منامه، فإذا استطالوا الليل جدا فزع الناس وخرجوا، فلا يروعهم إلا طلوعها من المغرب، فتذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها، ويفزع الخلق ثم تسير حتى تبلغ وسطها- يعني السماء- ثم تتكور وتتبعها النجوم، وتفر جبال المشرق إلى المغرب، وجبال المغرب إلى المشرق، وتقع جبال البر في البحر، وتخرج جبال البحر إلى البر، فتقوم الساعة.
قال: حدثنا أبو بكر بن أبي داود اسم> قال: حدثنا محمود بن خالد اسم> قال: حدثنا الوليد اسم> قال: قال أبو عمرو اسم> عن حسان بن عطية اسم> رحمه الله قال: الشمس والقمر والنجوم مسخرة في فلك بين السماء والأرض.
قال: حدثنا الوليد اسم> قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن كثب اسم> قال: حدثنا محمد بن مرزوق اسم> قال: حدثنا أبي قال: سمعت السدي اسم> يحدث قال: الجبل الذي تطلع الشمس من ورائه طوله ثمانون فرسخا في السماء.
قال: حدثنا محمد بن زكريا اسم> قال: حدثنا أبو حذيفة اسم> عن سفيان اسم> عن إسماعيل اسم> عن أبي صالح اسم> رسم> لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ قرآن> رسم> ولا ينبغي أن يدرك ضوء النهار.
قال: أخبرنا أبو يعلى اسم> قال: حدثنا غسان بن الربيع اسم> عن أبي إسرائيل اسم> عن عطية اسم> رحمه الله تعالى في قوله: رسم> رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ قرآن> رسم> قال: الشمس تطلع في الشتاء، وتغرب، لها مغرب في الصيف، ومطلع. وفي قوله: رسم> رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قرآن> رسم> قال: لها كل يوم مطلع ومغرب.
قال: حدثنا الحمال اسم> قال: حدثنا يحيى بن معمر اسم> قال: حدثنا عثمان بن عمر اسم> قال: حدثنا شعبة اسم> قال: وحدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن اسم> قال: حدثنا خلاد اسم> قال: حدثنا النضر اسم> قال: حدثنا شعبة اسم> قال: حدثنا عمارة اسم> عن عكرمة اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما قال: إن الشمس تطلع من ثلاثمائة وستين كوة، إذا طلعت في كوة لا تطلع منها حتى العام المقبل، ولا تطلع إلا وهي كارهة.
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن اسم> قال: حدثنا الحسين بن علي بن الأسود اسم> عن يحيى بن آدم اسم> رحمه الله تعالى قال: الشمس تمكث في كل برج شهرا، فالبرج ثلاثون مطلعا، بين كل مطلعين شعيرة، تزيد في كل يوم شعيرة وتنقص، حتى تستكمل الساعة في ثلاثين يوما، ثم تتحول من ذلك البرج إلى البرج الآخر.
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد اسم> عن الفضل بن الصباح اسم> قال: حدثنا محمد بن فضيل اسم> عن ليث اسم> عن مجاهد اسم> رسم> رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قرآن> رسم> قال: عدد أيام السنة، لها كل يوم مطلع ومغرب، لا ترجع إلى مطلعها ذلك إلى يوم القيامة.
قال: حدثنا إبراهيم اسم> قال: حدثنا سعيد بن أبي زيدون اسم> قال: حدثنا الفريابي اسم> قال: حدثنا إسرائيل اسم> عن سعيد اسم> عن عكرمة اسم> رحمه الله تعالى: رسم> رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قرآن> رسم> قال: نصف السماء مشرق، ونصفها مغرب.
قال: حدثنا إبراهيم اسم> قال: حدثنا سعيد بن أبي زيدون اسم> قال: حدثنا الفريابي اسم> عن سفيان اسم> عن منصور اسم> عن مجاهد اسم> رحمه الله تعالى: رسم> وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قرآن> رسم> قال: الشمس والقمر.
قال: حدثنا إبراهيم اسم> قال: حدثنا سعيد اسم> قال: حدثنا الفريابي اسم> عن سفيان اسم> رحمه الله تعالى: رسم> أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قرآن> رسم> قال: الشمس والقمر.
قال: حدثنا إبراهيم اسم> قال: حدثنا سعيد اسم> قال: حدثنا الفريابي اسم> عن إسرائيل اسم> عن سماك اسم> عن عكرمة اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما: رسم> وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ قرآن> رسم> قال: منه الشمس والقمر.
قال: حدثنا إبراهيم اسم> قال: حدثنا عبيد بن آدم اسم> قال: حدثنا أبي عن ابن شيبة اسم> عن عطاء اسم> رحمه الله تعالى: رسم> وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا قرآن> رسم> يعني القمر إذا تبع الشمس، رسم> وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ قرآن> رسم> قال: إذا جمع واستوى.
قال: حدثنا إبراهيم اسم> قال: حدثنا حسين بن علي بن الأسود اسم> قال: حدثنا الحسين الجعفي اسم> عن إسرائيل بن موسى البصري اسم> عن الحسن اسم> رحمه الله تعالى قال: قال القمر لربه تبارك وتعالى: اللهم إنك فضلت الشمس عليَّ ونقصتني وأشنتني، فلا تطلعها على ما نقصت مني وأشنتني.
قال الحسن اسم> رحمه الله تعالى: فلا ترى القمر أبدا إلا والتمام مما يلي الشمس.
قال: حدثنا إبراهيم اسم> قال: حدثنا يونس اسم> وأحمد بن سعيد اسم> قال: حدثنا ابن وهب اسم> عن ابن أبي ذئب اسم> عن الحارث بن عبد الرحمن اسم> عن أبي سلمة اسم> عن عائشة اسم> رضي الله عنها أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> هذا القمر يا عائشة اسم> استعيذي بالله من شره، هل تدرين ما هذا؟ هذا الغاسق إذا وقب متن_ح> رسم> .
قال: حدثنا إبراهيم اسم> قال: حدثنا يوسف القطان اسم> قال: حدثنا عمرو اسم> عن سعيد اسم> عن قتادة اسم> رحمه الله تعالى: رسم> وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ قرآن> رسم> قال: قدره الله منازل، فجعل ينقص حتى كان مثل عذق النخلة، يشبهه بعذق النخلة.
قال: حدثنا إبراهيم اسم> قال: حدثنا الربيع اسم> قال: حدثنا أصبغ اسم> عن ابن زيد اسم> رسم> وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا قرآن> رسم> قال: القمر يتلو الشمس نصف النهار الأول، وتتلوه النصف الآخر، فأما النصف الأول فيتلوها وتكون أمامه وهو وراءها، فإذا كان النصف الآخر كان أمامها يقدمها وهي تليه.
في هذه الآثار تفاسير لبعض الآيات القرآنية، فيصدق المؤمن بما يؤيده الدليل، وبما قامت عليه الحجج. وإذا قيل: كيف الجمع بين قوله تعالى: رسم> رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ قرآن> رسم> فإن في هذه الآية مشرقا ومغربا واحدا، وبين قوله تعالى: رسم> رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ قرآن> رسم> ... مشرقين ومغربين، وفي آية أخرى: رسم> فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ قرآن> رسم> ذكر عددا: مشارق ومغارب؟
فالجواب: أما المشرق والمغرب: فالمراد به الجهة: جهة الشرق تسمي مشرقا، تشرق منها الشمس، ويشرق منها القمر، وتشرق يعني تطلع منها النجوم. وجهة الغرب: هي المغرب، تغرب فيها الشمس والقمر والكواكب، فأطلق المشرق والمغرب، وأراد بذلك الجهتين. مثل قول الله تعالى: رسم> وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ قرآن> رسم> أي الجهات، رسم> قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ قرآن> رسم> أي: الجهات.
وأما المشرقين والمغربين: فالمراد مشرق الشتاء، ومشرق الصيف، فالشتاء تطلع في جهة الجنوب- وذلك لقصر النهار- وأما الصيف: فتطلع في جهة الشمال، وذلك لطول النهار، فكان للشمس مطلع للشتاء ومطلع في الصيف، وكذلك مغرب في الشتاء ومغرب في الصيف، يعني متقاربان.
وأما الجمع: رسم> فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ قرآن> رسم> فإن المراد: أن الشمس في كل برج لها مطلع، والبروج اثنا عشر، قال الله تعالى: رسم> وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ قرآن> رسم> وقال: رسم> وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا قرآن> رسم> هذه البروج هي: مثل الطرق تسير معها الشمس، اثنا عشر برجا. نظمها بعضهم بقوله:
حـمل الثـور جـوزة السرطان | ورأى الليـث سنبـلة الميـزانِ |
ورمت عقـرب بالقـوس جديـا | وارتوى الدلـو من بركة الحيتانِ |
بعض البروج ثمانية وعشرون يوما، وبعضها واحد وثلاثون يوما، وبعضها ثلاثون. هذه البروج التي هي المشارق، المشارق والمغارب سير الشمس كل شهر في مطلع، أو في برج، فلذلك جمعها الله تعالى، مجموع أيام البروج: ثلاثمائة وخمسة وستون يوما، وهي أيام السنة الشمسية، أي أن الشمس تدور في كل ثلاثمائة وخمسة وستين دورة، فلذلك بهذا الحساب -الحساب بالبروج- لا تتغير الأزمنة. ثلاثة بروج، بروج الصيف، وثلاثة للربيع، وثلاثة للخريف، وثلاثة للشتاء.
فنعتقد أن هذه البروج الله تعالى هو الذي سخرها، وجعل الشمس تطلع وتغرب فيها بإذن الله تعالى. كذلك أيضا سمعنا في أحاديث أن الشمس تسجد: في حديث أبي ذر اسم> الذي في صحيح مسلم اسم> أخبر -صلى الله عليه وسلم- بأنها تجري حتى تكون تحت العرش، ثم تسجد، ثم يقال لها: اطلعي من مطلعك، فتطلع، وهكذا كل يوم. لا مانع من أنها إذا جاءت العرش أنها تسجد كما شاء الله، ولكن لا يعوقها ذلك عن سيرها، فهي تسير سيرا حثيثا، ولو كانت ساجدة، فهي تخاطب يقال لها: اطلعي كما شئت. وتطلع كما شاء الله، ولا تتأخر عن السير الذي قدره الله تعالى لها.
وأما طلوعها من مغربها: فهذا وردت فيه أحاديث كثيرة، وَفُسِّرَ بذلك قول الله تعالى: رسم> هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ قرآن> رسم> أن المراد ببعض الآيات: طلوع الشمس من مغربها. وذلك يكون في آخر الدنيا، عند قرب قيام الساعة. الله تعالى قادر على أن يطلعها من مغربها، كما كانت تطلع من مشرقها، فإن الذي يسيرها هو الله تعالى.
وقد تكاثرت الأحاديث بذلك في أنها تطلع في آخر الدنيا من مغربها، وإذا طلعت ورآها الناس آمنوا كلهم، ولكن ذلك الوقت لا ينفعهم الإيمان، قال الله تعالى: رسم> يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قرآن> رسم> أي: متى طلعت هذه الشمس من مغربها آمنوا، فصدقوا، ولكن يكون قد ختم على الأعمال، فلا ينفعهم، ويكون ذلك قبل قيام الساعة، قرب النفخ في الصور، الذي هو نفخ الصعق، فيكون بعد ذلك إلا وقت قليل، فينفخ في الصور، فتطلع الشمس كما شاء الله تعالى من مغربها.
إذاعرفنا بأن الشمس مسخرة وكذلك القمر، عرفنا أن كلا منهما مسخر مسير مذلل، الله تعالى هو الذي يسيرهما فلا نقول باستنكار ما ذكر في هذه الأحاديث.
كذلك أيضا إذا عرفنا مثلا أن هذه الشمس جارية كما شاء الله، والقمر كذلك، فإن الذي يسيرهما هو الرب سبحانه وتعالى، أخبر بأن الشمس تجري لمستقر لها، فالمعنى: أنها تجري إلى الزمان التي تستقر فيه ولا تجري، وهو يوم القيامة، عندما تطلع من مغربها، أو عندما ينتهي الزمن الذي قدر الله أنها تسير فيه، حتى يكون هناك ليل أو نهار، قدر الله تعالى أنها تجري.
ثم قال: رسم> وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ قرآن> رسم> قيل: إن منازل القمر هي الأيام التي ينزل فيها في كل ليلة، ينزل منزله، ومنازله: هي النجوم الثمانية والعشرون، التي ورد أنها ينزل في كل ليلة مرة، ثم يستقر ليلة أو ليلتين حتى يتم الشهر ثلاثين أو تسعا وعشرين ليلة. أخبر الله بأنه يمشي، رسم> وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ قرآن> رسم> أول الشهر يكون تابعا للشمس، هذا ما نقوله: رسم> وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا قرآن> رسم> في أول ليلة تغرب قبله مثلا بخمس دقائق، وفي الليلة الثانية تغرب قبله بنحو خمسين دقيقة، وفي الليلة الثالثة تغرب قبله بأكثر، وهكذا يكون يتبعها، هذا معنى: رسم> وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا قرآن> رسم> في آخر الشهر تسبقه، أو يسبقها، يغيب قبلها في آخر الشهر، بمعنى أنه يطلع بعدها متأخرا، ثم يغرب قبلها، وتغرب بعده، إلى أن يأتي اليوم الذي يكون الشمس والقمر فيها متقاربين، بمعنى أنه يحل، أو يغرب بعدها بقليل، وهو آخر الشهر.
كل ذلك مشاهد، يعني: يشاهد المسلم، يشاهد بعقله سير الشمس وسير القمر. لا شك أن هذا دليل واضح على أن الشمس والقمر مسخران مسيران كما شاء الله، وأن الذين يدعون أن الشمس ثابتة، وأن الأرض هي التي تستدير حوله أنهم لم يعملوا أفكارهم، ولم يعرفوا حقيقة المعرفة ما يشاهدونه ويقولونه. أولًا: الأدلة: قوله: رسم> وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي قرآن> رسم> .
وثانيا: المشاهد والظاهر. وبكل حال، هذا معتقد أهل السنة الذي أخبرهم الله تعالى به، وكذلك الأمر الذي يشاهده كل عاقل يؤمن به، ولا يدخل في كلامه ما يقوله المتأولون.
س: قال الله تعالى: رسم> وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ قرآن> رسم> هل هذا دليل على دوران الأرض وسائر الكواكب؟ سؤال>
ما ذكرت الأرض في هذه الآية، إنما ذكر فيها الليل والنهار، والشمس والقمر، واقرأ أولها: رسم> وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ قرآن> رسم> فذكر في الآية الأربعة: الشمس لا ينبغي لها أن تدرك القمر، ولا الليل سابق النهار، وكل من هذه الأربعة في فلك يسبحون، الليل يستمر مجيئه وذهابه، وكذلك النهار، وكذلك الشمس والقمر. فهي دليل على أن الشمس والقمر دائرة مستديرة، وأن الليل والنهار تذهب وتجيء.
مسألة>